تسجل أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان انخفاضا في الطلب على الغاز على المدى المتوسط والطويل مع خفض الطلب العالمى إلى 8% ، أما أوروبا فقط فإنها بالتوازى مع الاتجاه القوى لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، فإن هذا الانخفاض سيصل الى 37% خلال العقد الحالي، وفقا لتوقعات أصدرتها مؤسسة التأمين الائتمانى Crédito y Caución الإسبانية.
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية إلى أن الطلب العالمي على الغاز سينخفض إلى 8٪ دون المستويات الحالية بحلول عام 2030، مشيرة إلى أن العالم يواجه حاليا أزمة طاقة عالمية غير مسبوقة ، حيث تحتل أوروبا مركز الصدارة في هذه الأزمة بعد أن قطعت روسيا امداداتها من خطوك الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبى بنسبة 80% منذ حرب أوكرانيا.
وفقًا للسيناريو المرجعي لشركة التأمين الائتماني طويل الأجل ، والذي يفترض أنه سيكون هناك امتثال لالتزامات الطاقة المختلفة التي أعلنتها بالفعل الدول والإدارات المختلفة ، في عام 2050 سيكون الطلب على الغاز أقل بنسبة 40٪.
وحذر العديد من الخبراء من أنه على الرغم من انخفاض الاستهلاك إلا أن أزمة الغاز في القارة العجوز لم تنته بعد ، وأوضح أنطونيو توريل ، خبير الطاقة في مؤسسةCSIC، أن "حجر العثرة الآن هو الصيف، وبعد ذلك سيكون الشتاء المقبل هو الأزمة الهيكلية للغاز الطبيعى، ولا يستبعد المحللون أن تتضاعف الأسعار في نهاية العام، وفقا لصحيفة "كوبى" الإسبانية.
وأشار الخبير إلى أن فصل الشتاء الحالى تميز بدرجات حرارة معتدلة واحتياطيات تزيد عن 60٪ وارتفاع غير مسبوق في واردات الغاز المسال، وخاصة من الولايات المتحدة، للتعويض عن خفض الغاز الروسي ، كما انخفاض الطلب بنسبة 15% فى أوروبا، ولا سيما فى القطاع الصناعى.
وأوضح دييجو رودريجيز، خبير اقتصادى الطاقة من مؤسسة كومبلوتنس، أن "هذا هو المجهول العظيم، سيكون هناك ضغط على الأسعار عندما يتعين تجديد الاحتياطيات بعد الصيف".
وفى الوقت نفسه، قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية إن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين ، في 13 يناير أكدت أن روسيا قطعت 80 % من إمدادات الغاز إلى أوروبا في الأشهر الثمانية الأخيرة من العام، وتمكن الاتحاد الأوروبى من تغطيتها دون اللجوء إلى قطع الطاقة.