أكد سونج آى قوه سفير الصين بالقاهرة، رفض بلاده لقرار التحكيم الذى صدر منذ عدة أيام عن محكمة دولية فى نزاع بحر الصينى الجنوبى لصالح الفلبين، وقال إن "هذا القرار سئ وباطل وليس له قوة، ويعد سابقة سيئة للاستخدام المفرط للتحكيم، ويزيد من التوترات فى المنطقة، وليس ملزما لبكين"، مشدداً على سيادة الصين على البحر تاريخياً وجغرافيا.
وذكر سونج آى قوه فى الصالون الإعلامى الذى عقده اليوم بمقر سفارة الصين، أن الأمم المتحدة أصدرت بيانا نفت فيه وجود علاقة بينها وبين المحكمة التى أصدرت القرار، والتى لا تمت بصلة للمحكمة الدولية التابعة للأمم المتحدة، موضحا أن المحكمة التى أصدرت هذا القرار مؤلفة من قضاة ينتمون لليابان والفلبين.
وأشار سفير الصين إلى تمسك بلاده بالسياسة الدائمة تجاه بحر الصين الجنوبى، مؤكداً استعداد بكين للعمل على إيجاد حل سياسى للنزاع فى إطار القانون الدولى واحترام الحقائق التاريخية، واستطرد "باب التعاون مفتوح أمام الفلبين، ونحن من جانبنا نعمل على إبقاء النزاع فى حدود السيطرة من خلال تبنى مواقف فعالة من أجل الحفاظ على حرية الملاحة البحرية فى بحر الصين الجنوبى وقفا لقواعد القانون الدولى للبحار، ومن أجل تحقيق التنمية والحفاظ على السلام والاستقرار فى المنطقة" .
و قال سونج آى قوه أن حكومة الفلبين الجديدة ورئيس الفلبين الجديد أبديا استعدادهما للتفاوض مع الصين فى هذا النزاع، وهو ما تعتبره الصين أمراً إيجابيا، لكن طالب الفلبين بأن تأخذ إجراءات ملموسة لتقريب المسافة وحل هذا النزاع بشكل سلمى وأن تبذل الدول من خارج المنطقة الجهود لتحقيق هذا الهدف.
وتحدث سفير الصين عن الدعم العربى والمصرى لموقف بلاده فى النزاع حول بحر الصين الجنوبى، وقال أن البيان الختامى الصادر عن الدورة الثانية لمؤتمر منتدى التعاون الصينى والدول العربية الذى عقد فى الدوحة مايو الماضى أكد دعم الدول العربية لموقف الصين الرامى لحل سلمى للخلافات مع الفلبين، وأن الدول العربية تدعم التوجه نجو إيجاد حل سلمى نهائى للنزاع والخلاف حول بحر الصينى الجنوبى وأن الدول العربية حثت الدول المعنية بحل هذا النزاع سلميا، وثمن السفير الصينى موقف مصر الثابت من هذه القضية والذى دعم البيان الختامى الصادر فى الدوحة.
وردا على سؤال حول ممارسة الولايات المتحدة واليابان الضغوط على الفلبين فى النزاع مع بكين، قال السفير الصينى أن هناك دولا عظمى لا تلعب دورا إيجابيا لحل هذه القضية سلميا وتسعى إلى تعقيد وعرقلة حل النزاع، مضيفا أن الحكومة الفلبينية وضعت هدفا واضحا وهو عرقلة وتعقيد هذه القضية، وأقامت دعوى للتحكيم فى هذا النزاع، مؤكدا أن بكين مصرة على احترام حق المصالح البحرية وتنمية المنطقة وقفا للقانون .
واردف قائلا إن الصين تتبنى سياسة ضبط النفس وتسعى لحل هذا النزاع بشكل سلمى وترك الخلافات جانبا قبل التوصل إلى حل نهائى للنزاع وتعزيز التعاون المشترك، مؤكدا أن الصين أكبر دولة ولها تجارة دولية كبيرة فى العالم وعدد سفن تجارية كثيرة تمر عبر هذا الممر المائى (بحر الصينى الجنوبي) ومن ثم هى لا ترغب فى زيادة التوتر لأنه لا يصب فى مصلحة بكين.
وأكد أن الصين ترغب فى وضع آلية أو إطار للحفاظ على الأمن والاستقرار فى هذه المنطقة، معربا عن أمله أن تقبل دول تجمع الأسيان السياسة الصينية فى هذا الصدد، لافتا إلى أن بحر الصين الجنوبى يعتبر منارة مهمة للحزام الاقتصادى لطريق الحرير البحري.