أكد قائد القوات البحرية الصينية وو شينغ لى أهمية الدور الذى تلعبه الصين والولايات المتحدة فى ضمان سلام واستقرار بحر الصين الجنوبى، مشددا على أن الطريق الصحيح لتحقيق هذا يرتكز على التعاون بين القوات البحرية لكلا البلدين.
أدلى وو بهذا التصريح خلال لقاء جمعه أمس الاثنين مع نظيره الأمريكى الأدميرال جون ريتشاردسون الذى يرأس وفدا عسكريا أمريكيا فى زيارة للصين لمناقشة الأمن البحرى وتعزيز التفاهم المشترك وتشجيع التبادلات بين الجانبين، وهى الزيارة التى تأتى وسط الأوضاع المتأزمة فى بحر الصين الجنوبى على خلفية صدور حكم محكمة التحكيم فى لاهاى الذى ينكر ما للصين من حقوق بحرية تاريخية فى المنطقة التى تتنازع عليها مع الفلبين.
ووصف وو الموقف الأمنى الراهن فى المياه المحيطة بالصين بالمعقد والحساس، خاصة مع التصعيد الحإلى فيما يتعلق بقضية بحر الصين الجنوبى، وأوضح أن زيارة ريتشادسون ستفيد البلدين فى تقوية التواصل وتعزيز الثقة والتغلب على المخاوف وتجنب القيام بأحكام غير سديدة.
وأكد قائد البحرية الصينية، فى تصريحاته التى نقلتها وكالة الأنباء الصينية الرسمية اليوم، أن الصين لن تتنازل أبدا عن سيادتها الإقليمية ومصالحها فى بحر الصين الجنوبى أو تستسلم لأى استفزازات عسكرية.
وشدد على أن جزر نانشا هى جزء أصيل من الأراضى الصينية، مؤكدا أن أعمال البناء هناك هامة وستستمر وفقا للمخططات الموضوعة، كم أنها لن تتوقف تحت أى ضغوط، واصفا إياها بأنها شرعية ومنطقية ومبررة.
وتعهد بأن تكون بلاده دائما على أهبة الاستعداد لمواجهة أى مخاطر، موضحا أن منشآت الصين الدفاعية تتحدد بناء على نوعية وحجم التهديدات التى تواجهها، كما تعهد بأن الصين لن تتخلى أبدا عن جهودها للحل السلمى لقضية بحر الصين الجنوبى بالرغم من جميع الظروف والعوامل السلبية، وحذر من أن أية محاولات لإجبار الصين على الاستسلام من خلال استعراض القوة والعضلات لن تؤدى إلا إلى نتائج عكسية.
وأعرب عن أمله فى أن تلتزم القوات البحرية والجوية لكلا البلدين بإخطار كل طرف الطرف الآخر قبل القيام بالأنشطة العسكرية الرئيسية وأيضا بقواعد السلوك الموضوعة لقواتهما البحرية والجوية، وذلك لتجنب أى سوء فهم أو سوء تقديرات حتى يمكن تجنب المواجهات العسكرية فى المنطقة وضمان سلام واستقرار بحر الصين الجنوبى الذى يعد ممرا استراتيجيا هاما للتجارة العالمية.
ودعا وو الجانبين إلى تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة والسعى لإيجاد أرضية مشتركة وتوسيع نطاق التعاون ودعم الزخم القائم لتطوير نموذج جديد لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الصين والولايات المتحدة باعتبارهما دولتين من كبرى دول العالم.