قبل 25 عاماً، وتحديدا فى 27 مارس من العام 1998، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على عقار الفياجرا لعلاج الضعف الجنسى عند الرجال، وبفضل شكلها الماسي الأزرق المميز، اكتسبت الفياجرا شهرة سريعة وأصبحت متأصلة بعمق في الثقافة الشعبية، ومتربعة على عرش الأدوية في العالم.
وبالنسبة لشركة "فايزر"، حقق العقار نجاحاً فورياً، حيث تجاوز المليار دولار من المبيعات العالمية في عامه الثاني في السوق، وظل أحد الأدوية الأكثر مبيعاً للشركة لسنوات لاحقة.
ولكن رغم كل هذا النجاح، إلا أن العلاج لم يصنع في الأصل للضعف الجنسي، إذ تمت دراسته في الأصل لاستخدامه في علاج ارتفاع ضغط الدم وآلام الصدر المرتبطة بأمراض القلب التاجية، وقد وجد أن "السيلدينافيل"، وهو الاسم العلمي للدواء الذي تم تسويقه لاحقاً باسم الفياجرا، يؤدي في بعض الأحيان إلى أعراض جنسية إيجابية أثناء التجارب السريرية.
وفي هذه الأثناء، قررت شركة "فايزر" استغلال الفرصة، وقررت تحويل دراستها وتسويقها إلى تقديمه كعلاج جنسي، في خطوة أصبحت مثالاً نموذجياً لإعادة تحديد موضع الدواء.
وبينما لا تزال الفياجرا أحد أكثر الأدوية شهرة في العالم ومرادفاً لتحسين الأداء الجنسي، بدأت قصة نجاحها تتلاشى عندما انتهت صلاحية براءة اختراع شركة فايزر لاستخدام "السيلدينافيل" في ضعف الانتصاب في الاتحاد الأوروبي.
وفي نفس الوقت تقريباً، شاركت الشركة في دعوى قضائية بشأن براءات الاختراع في الولايات المتحدة، ما أدى إلى تسوية تسمح لشركة "Teva Pharmaceuticals" بإطلاق نسخة عامة من الفياجرا في ديسمبر 2017.
وأدرجت شركة البيانات الألمانية "Statista" رسما بيانيا يوضح حجم التراجع الكبير للفياجرا، إذ أن فقدان التفرد في الأسواق الرئيسية مثل أوروبا واليابان والأهم من ذلك الولايات المتحدة كان له تأثير كبير على مبيعات الفياجرا، التي انخفضت بنسبة 70% تقريباً بين عامي 2012 و2018، وفقاً لما اطلعت عليه "العربية.نت".
وبعد 25 عاماً من الموافقة المبدئية، لم يعد الفياجرا جزءاً من شركة "فايزر" أيضاً... إذ أنه في عام 2020، تم دمج شركة "Upjohn" التجارية التي لا تحمل براءة اختراع والعلامة التجارية للشركة، والتي تضمنت الفياجرا، وتم دمجها مع شركة "Mylan" لإنشاء شركة جديدة تسمى "Viatris".