قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن أسعار المواد الغذائية ترتفع فى جميع أنحاء العالم بشكل مستمر ومؤلم ومحير أيضا.
ففى الأسواق العالمية، تراجعت أسعار الحبوب والزيوت النباتية والألبان والسلع الزراعية الأخرى بشكل ثابت عن المعدلات القياسية التى كانت قد وصلت إليها، إلا أن هذا الارتياح لم يصل إلى العالم الحقيقيى لأصحاب المتاجر والباعة الجائلين والعائلات التى تحاول تلبية احتياجاتها.
وكانت الأسعار مرتفعة بالفعل عندما بدأت حرب روسيا وأوكرانيا فى فبراير العام الماضى، والتى أدت إلى تعطيل التجارة فى الحبوب والأسمدة ورفع الأسعار بشكل أكبر. لكن على الصعيد العالمى، انتهت صدمة الأسعار قبل فترة طويلة.
وتقول الأمم المتحدة إن أسعار الغذاء قد انخفضت على مدار 12 شهرا متتالية، وساعد على ذلك الحصاد الجيد فى بعض المناطق مثل البرازيل وروسيا، واتفاق الحبوب الذى سمح بخروج الشحنات من البحر الأسود .
وتراجع مؤشر أسعار الغذاء الخاص بمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) عما كان عليه عند بداية حرب أوكرانيا. ومع ذلك، فإن أسعار المواد الغذائية الباهظة إلى حد ما، والتى لا تجعل أمام الناس خيارا سوى الدفع، لا تزال فى ارتفاع، مما يساهم بشكل غير متناسب فى ارتفاع معدلات التضخم بشكل مؤلم فى الولايات المتحدة أوروبا والدول المتعثرة فى العالم النامى.
ويوضح إيان ميتشيل، الخبير الاقتصادى والمدير المشارك لبرنامج أوروبا فى مركز التنمية العالمية فى لندن، أن أسواق المواد الغذائية مترابطة للغاية بشكل يجعلك تشعر بأثر ارتفاع الأسعار أينما كنت فى أى مكان فى العالم.
وطرحت أسوشيتبرس سؤال: لماذا يظل تضخم أسعار الغذاء مستعصيا على الحل، إن لم يكن فى أسواق السلع العالمية، ففى المتاجر ومحلات البقالة وطاولات المطبخ حول العالم؟
وللاجابة على هذا السؤال، يشبر جوزيف جلابور، الخبير الاقتصادى السابق فى وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن أسعار منتجات زراعية معينة مثل البرتقال والقمح والماشية، ما هى إلا البداية.
ففى الولايات المتحدة، حيث ارتفعت أسعار الغذاء 8.5% الشهر الماضى مقارنة بعام سابق، فإن 75% من التكاليف تأتى بعد أن تغادر السلع المزرعة، فهناك تكاليف الطاقة وتكاليف المعالجة والنقل وكل تكاليف العمالة.