أدان الاتحاد الأوروبى بأشد العبارات تصاعد أعمال العنف فى شمال كوسوفو فى الأيام القليلة الماضية.
وذكر الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، في بيان نشرته دائرة العمل الخارجي للاتحاد عبر موقعها الرسمي، أن تصاعد أعمال العنف ضد المواطنين ووسائل الإعلام وضد تطبيق القانون وقوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" "كفور"، غير مقبولة على الإطلاق وتؤدي إلى وضع خطير للغاية.
وأضاف بوريل أن الاتحاد الأوروبي يقف بثبات وراء مهمة الناتو "كفور" في تنفيذ تفويضها لصالح السلام والاستقرار في كوسوفو، وقد أجريت اتصالات مع رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي مرة أخرى صباح اليوم ومع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش وطلبت من الطرفين اتخاذ تدابير عاجلة لتهدئة التوترات على الفور ودون شروط، ويجب تجنب أي عمل آخر أحادي الجانب واستعادة الهدوء.
وتابع: أتوقع من سلطات كوسوفو، كخطوة أولى، أن تعلق العمليات التي تركز على المباني البلدية في شمال كوسوفو وأن ينسحب المتظاهرون من المنطقة وسوف أستمر في التواصل مع الزعيمين، يتوقع الاتحاد الأوروبي من الأطراف التصرف بمسؤولية والانخراط على الفور في الحوار الذي ييسره الاتحاد لإيجاد حل مستدام للوضع في شمال كوسوفو بما يضمن السلامة والأمن لجميع المواطنين ويمهد الطريق لتنفيذ الاتفاق الجديد على طريق التطبيع.
وأكد بوريل أن نائب الأمين العام لدائرة الشئون الخارجية وشئون السلام والأمن والدفاع تشارلز فرايز موجود في كوسوفو مع أعضاء بعثة الاتحاد الأوروبي المعنية بسيادة القانون "إيوليكس"، بصفتها المستجيب الأمني الثاني وسوف يقوموا بمراقبة الوضع على الأرض، في غضون ذلك، سيتم إبلاغ الدول الأعضاء بالتطورات ومناقشة الإجراءات التي يمكن اتخاذها إذا استمرت الأطراف في مقاومة الخطوات المقترحة نحو خفض التصعيد.
وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي جدد فيه الصرب في شمال كوسوفو احتجاجاتهم غداة اندلاع اشتباكات عنيفة بين مسلحي الصرب وقوات "كفور" حيث تجمع متظاهرون أمام مكاتب المجالس البلدية في بلدات زفيتشان وليبوسافيتش وزوبين بوتوك، التي تؤمنها قوات كفور، وعبر سكان محليون، وهم من الصرب فقط، عن غضبهم من تنصيب رؤساء بلديات جدد من الأحزاب الألبانية، وقاطع جميع الصرب تقريبا الانتخابات، حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة 3.5% فقط.
وألقى مسلحو الصرب عبوات حارقة وحجارة وزجاجات على القوات الدولية، وأعلن صباح أمس الثلاثاء أن 30 فردا من قوة كفور، بينهم 19 مجريا و11 إيطاليا، أصيبوا بجروح، تتضمن كسور وحروق.
من جهة أخرى أدان وزير الخارجية الأمريكي أنتونى بلينكن، العنف ضد القوات الدولية في (كوسوفو) والأعمال التصعيدية شمالي البلاد.
ودعا بلينكن، في بيان على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية اليوم الأربعاء، جميع الأطراف إلى اتخاذ إجراءات فورية لتهدئة التوترات، معربا عن إدانة الولايات المتحدة لأعمال العنف غير المقبولة بالأمس ضد القوات الدولية كوسوفو بقيادة حلف شمال الأطلسي وأجهزة إنفاذ القانون والصحفيين.
وأكد أن قرار حكومة كوسوفو بفرض الوصول إلى المباني البلدية أدى إلى تصعيد حاد وغير ضروري للتوترات، مطالبا وزراء كوسوفو والحكومة بضمان قيام رؤساء البلديات المنتخبين بواجباتهم الانتقالية من مواقع بديلة خارج المباني البلدية، وسحب قوات الشرطة من المنطقة المجاورة.
وتابع بالقول:"ينبغي على الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش وحكومة صربيا خفض الوضع الأمني للقوات المسلحة الصربية وحث صرب كوسوفو على وقف التحديات التي تواجه قوة كوسوفو والامتناع عن المزيد من العنف"، مؤكدا أهمية سرعة إعادة التزام كوسوفو وصربيا بالانخراط في الحوار الذي ييسره الاتحاد الأوروبي لتطبيع العلاقات.
من ناحية أخرى، أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن ترحيبها باستمرار محادثات السلام بين أرمينيا وأذربيجان.
وجاء في بيان للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية "يسعدنا أن نرى استمرار المحادثات بين أرمينيا وأذربيجان.. وكما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكين، يمكن تحقيق السلام في جنوب القوقاز".. مضيفا "أعربنا مؤخرا عن تقديرنا لالتزام رئيس الوزراء باشينيان بالسلام، ونرحب بملاحظات الرئيس علييف الأخيرة بشأن النظر في العفو".
وأضاف "سيلتقي زعماء أرمينيا وأذربيجان في وقت لاحق من هذا الأسبوع في تشيسيناو مع شركائنا الأوروبيين، ونأمل أن تكون هذه خطوة مثمرة لحل هذه القضايا على طاولة المفاوضات وليس من خلال العنف".