قال رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان اليوم السبت إن على أوروبا تبنى السياسات الأمنية التى اقترحها المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب لحل أزمتها الأمنية التى يرى أن جذورها تكمن فى الهجرة الخارجة عن السيطرة.
وربط أوربان فى خطاب ألقاه فى جامعة صيفية فى بيله توشناد فى رومانيا مجددا بين التهديدات الأمنية المتصاعدة وتزايد الهجرة واستشهد بمقترحات طرحها ترامب فى المؤتمر العام للحزب الجمهورى وتتعلق بمكافحة الإرهاب.
وأوربان أحد أشد سياسيى أوروبا صراحة وتسببت تصريحاته فى الماضى فى إثارة استياء دول أعضاء فى الاتحاد الأوروبى.
ومؤخرا تبنى موقفا صارما فى أزمة الهجرة فى أوروبا واعترض على خطط الاتحاد الأوروبى الخاصة بإعادة توطين اللاجئين ودعا لإقامة سياج من الأسلاك الشائكة على طول حدود بلاده الجنوبية.
وقال ترامب فى خطاب قبول ترشيح الحزب الجمهورى لخوض الانتخابات الرئاسية يوم الخميس إن من سياساته الأساسية تكثيف الجهود المخابراتية وإنهاء "السياسة الفاشلة الخاصة ببناء الدول الأخرى وتغيير الأنظمة" ووقف الهجرة من الدول "المعروفة بوجود الإرهاب فيها".
كما يرغب ترامب فى بناء جدار على طول الحدود الأمريكية-المكسيكية.
وسعى أوربان لتدعيم مقترحاته الأمنية بتلك النقاط التى أوردها ترامب.
وقال فى الخطاب الذى بثه التلفزيون "أنا لا أروج لدونالد ترامب... لا أعتقد أبدا أننى يمكن أن أستمتع بفكرة أنه -من بين الخيارات المطروحة- سيكون الأفضل لأوروبا وللمجر."
وأضاف "لكننى استمعت إلى المرشح ولا بد أن أقول لكم إنه طرح ثلاثة مقترحات لمكافحة الإرهاب. وكأوروبى لم أكن لأعبر بشكل أفضل عما تحتاجه أوروبا."
واتهم أوربان الاتحاد الأوروبى بالضعف فى مواجهة ما يراه تهديدا جوهريا يمثله أكثر من مليون مهاجر وصلوا إلى القارة العام الماضى ومئات الآلاف ممن انضموا إليهم هذا العام.
ويفر أغلب المهاجرين من الحرب فى سوريا.
وأطلق جان كلود يونكر رئيس المفوضة الأوروبية على أوربان "فيكتاتور" دامجا بين اسمه الأول فيكتور وكلمة ديكتاتور وذلك لأسلوبه فى طرح آراء المجر.
لكن لأوربان أنصارا أيضا إذ انضم إليه رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو فى الطعن قضائيا على خطة الاتحاد الأوروبى الخاصة بتحديد حصص إجبارية لكل دولة لإعادة توطين المهاجرين.
* تصدير الديمقراطية
قال أوربان مستشهدا باقتراح ترامب تشكيل "أفضل منظمة لجمع المعلومات المخابراتية فى العالم" إن أوروبا أيضا بحاجة لتشكيل شبكة من أجهزة المخابرات تندرج فى مصاف أفضل الأجهزة فى العالم.
ثم وجه انتقادات لبعض السياسيين فى الاتحاد الأوروبى.
وأضاف "الأمر الثانى الذى قاله هذا المرشح الرئاسى الأمريكى الجسور هو التخلى عن سياسة تصدير الديمقراطية. لم أكن لأقولها بصورة أدق من ذلك."
وقال أوربان إن الدول الغربية تصرفت بتهور للإطاحة بأنظمة غير ديمقراطية لكنها مستقرة فى ليبيا وسوريا والعراق دون ضمان تحقيق الاستقرار بعد الإطاحة بها مما عرض أوروبا لموجة هجرة جماعية.
وأضاف أن الأسوأ هو أن أوروبا بدلا من أن تدعم الأنظمة التى تحاول السيطرة على الدول التى تمزقها الحروب الأهلية فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط تنتقد تلك الأنظمة بسبب افتقارها للديمقراطية.
وقال "إذا ما واصلنا إعطاء الأولوية للديمقراطية على حساب الاستقرار فى مناطق ليس من المرجح أن ينجح مسعانا فيها سنتسبب فى اضطرابات لا فى تحقيق الديمقراطية."