ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن التضخم فى منطقة اليورو انخفض إلى أدنى مستوى له منذ بدء الحرب الروسية فى أوكرانيا قبل أكثر من عام.
وقالت الصحيفة إن التضخم انخفض في منطقة اليورو أكثر مما توقع الاقتصاديون ليصل إلى أدنى مستوى له منذ التدخل الروسي في أوكرانيا، مما يعزز الآمال بأن صناع السياسة النقدية قد يتوقفون عن رفع أسعار الفائدة هذا الصيف.
وأشارت إلى أن أسعار المستهلكين السنوية في تكتل العملة الأوروبية الموحدة المكون من 20 دولة ارتفعت بنسبة 6.1 بالمئة حتى الشهر الماضي، بانخفاض من 7 بالمئة في أبريل، وفقا لبيانات نشرتها وكالة الإحصاء الأوروبية "يوروستات" اليوم الخميس. وهذا هو أدنى مستوى منذ فبراير 2022 وأقل من 6.3 بالمئة توقعها خبراء اقتصاديون في استطلاع سابق.
ويركز واضعو سعر الفائدة في البنك المركزي الأوروبي على التضخم الأساسي، الذي يستبعد أسعار الطاقة والغذاء. وانخفض هذا الإجراء من 5.6 بالمئة في أبريل إلى 5.3 بالمئة في مايو، وهو أكثر مما توقعه الاقتصاديون ولكنه قد لا يكون كافيا لإقناع صانعي السياسة بالتوقف عن رفع أسعار الفائدة في اجتماعهم المقبل في 15 يونيو الجاري.
وقال اقتصاديون إن الانخفاض في التضخم الأساسي يرجع في جزء كبير منه إلى تأثير تقديم ألمانيا لتذكرة مواصلات عامة مدعومة بقيمة 49 يورو شهريا، مما قلل من تزايد أسعار خدمات النقل في جميع أنحاء التكتل.
ورفع البنك المركزي الأوروبي بالفعل سعر الفائدة على الودائع بوتيرة غير مسبوقة من سالب 0.5 بالمئة في يوليو الماضي إلى 3.25 بالمئة في أبريل. ويراهن مستثمرون على أنه سيرفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية أخرى خلال اجتماعه المقبل في غضون أسبوعين ومرة أخرى الشهر المقبل قبل التوقف.
ونقلت الصحيفة عن جاك ألين رينولدز، الخبير الاقتصادي في مجموعة الأبحاث كابيتال إيكونوميكس، إنه "في حين أن المزيد من الانخفاض التدريجي في المعدل الأساسي يبدو محتملا، فإننا لا نعتقد أن ذلك سيوقف البنك المركزي الأوروبي عن رفع أسعار الفائدة في يونيو وربما يوليو".
وقد انخفض التضخم في 18 من أصل 20 دولة عضو في منطقة اليورو (لم يرتفع إلا في هولندا واستقر في مالطا)، كما تم تخفيف ضغوط الأسعار في جميع مجالات المنتجات لأول مرة منذ أن بدأت في الارتفاع بأسرع وتيرة منذ جيل لأكثر من 18 شهرا.
وتراجعت أسعار الطاقة 1.7 بالمئة عن مستواها قبل عام الشهر الماضي بعد ارتفاعها 2.4 بالمئة في الشهر السابق. وانخفض تضخم الخدمات من 5.2 إلى 5 بالمئة، في حين تراجع تضخم السلع من 6.2 إلى 5.8 بالمئة.
وقالت الصحيفة إن ضغوط الأسعار ظلت أعلى في منطقة اليورو منها في الولايات المتحدة، حيث انخفض تضخم أسعار المستهلكين إلى 4.9 بالمئة في أبريل الماضي. وتراجعت الأسعار في كل من منطقة اليورو والولايات المتحدة بشكل أسرع من المملكة المتحدة، حيث بلغ التضخم 8.7 بالمئة في أبريل.