أعلنت السلطات الكازاخستانية في أكتاو عاصمة منطقة مانجيستاو الغربية، حالة الطوارئ بسبب خطورة الوضع في بحر قزوين بسبب انخفاض منسوبه والذي يعد أكبر مسطح مائي مغلق في العالم.
ونقلت شبكة البلقان الإخبارية المتخصصة في شئون أوروبا الشرقية وأوراسيا عن مسئولي مجلس المدينة في أكتاو، قولهم إن المستوى المنخفض للغاية لبحر قزوين يشكل خطرًا كبيرًا على الصناعة البحرية.
ووصفت وزيرة البيئة الكازاخستانية زلفيا سليمينوفا الأزمة على بحر قزوين بأنها "معقدة للغاية"، حيث عزت انحساره المستمر إلى انخفاض المستويات في نهري الأورال والفولجا، اللذين يعانيان بدورهما من قلة تساقط الثلوج خلال فصل الشتاء في الوقت الذي يتم فيه زيادة استهلاك المياه والاحتفاظ بها لاستخدامها في محطات الطاقة الكهرومائية في روسيا.
وقالت سليمينوفا إنه على الرغم من أن العديد من الدول المطلة على بحر قزوين لفتت الانتباه إلى قضية انحسار مياه البحر، إلا أنه يتعين عليها اتخاذ الإجراءات الفعالة.
ويمثل إعلان حالة الطوارئ مسارًا جديدًا لكازاخستان، حيث كانت وزارة البيئة في البلاد مترددة من قبل في الاعتراف بالمشكلة، حيث صرحت الوزارة في يونيو 2021 بأن "التقلبات في مستوى بحر قزوين" طبيعية ودورية نظرا لطبيعته، وأشارت في ذلك الوقت إلى أن مستوى مياه البحر انخفض منذ الثلاثينيات إلى أواخر السبعينيات بمقدار ثلاثة أمتار قبل أن يرتفع مرة أخرى.
ويوجد لبحر قزوين شواطئ في خمس دول هي أذربيجان وإيران وكازاخستان وروسيا وتركمانستان، حيث يعد الجزء الواقع على كازاخستان الأقل عمقًا، وهو ما دفع المسئولين هناك إلى دق ناقوس الخطر قبل بقية الدول الأخرى.
تجدر الإشارة إلى أن تراجع بحر قزوين من ساحل كازاخستان بدأ في عام 2005 ، ومنذ ذلك الحين انخفض المستوى بمقدار متر ونصف المتر، ومع ذلك، تبنت السلطات الموقف الصامت إلى حد كبير كلما شارك دعاة حماية البيئة والنشطاء مخاوفهم من خلال نشر الصور ومقاطع الفيديو، لقاع البحر المكشوف والمليء بالحجارة الممتدة في بعض الأحيان لمئات الأمتار حتى الخط الساحلي.