قالت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية إن تدمير سد نوفا كاخوفكا فى أوكرانيا كارثة سريعة الحركة تتطور بسرعة إلى كارثة بيئية طويلة الأجل تؤثر على مياه الشرب والإمدادات الغذائية والنظم البيئية التى تصل إلى البحر الأسود.
وأشارت الوكالة الأمريكية -فى سياق تقرير نشرته اليوم الأحد- إلى أنه يمكن رؤية المخاطر قصيرة الأمد من الفضاء الخارجي، إذ غُمرت عشرات الآلاف من قطع الأرض بالمياه، ومن المتوقع زيادة المساحات المغمورة فى المستقبل، ويقول الخبراء إن العواقب طويلة الأمد ستكون ممتدة لأجيال مقبلة.
وأوضحت الوكالة أن تجفيف خزان كاخوفكا ينذر بمستقبل غير مؤكد لمنطقة جنوب أوكرانيا التى كانت عبارة عن سهل جاف حتى سد نهر دنيبرو قبل 70 عاما، وكان سد كاخوفكا هو الأخير فى نظام كان يتكون من ستة سدود منذ الحقبة السوفيتية على النهر الذى يتدفق من بيلاروسيا إلى البحر الأسود.
ومنذ انهيار السد اقتلعت المياه المتدفقة الألغام الأرضية ودمرت مخازن الأسلحة والذخيرة، ونقلت 150 طنا من الزيت إلى البحر الأسود، وغُمرت مدن بأكملها ونفقت آلاف الحيوانات.
وقدرت وزارة الزراعة الأوكرانية أن نحو 24 ألف فدان من الأراضى الزراعية مغمورة بالمياه فى إقليم خيرسون الذى تسيطر عليه أوكرانيا، وأكثر من ذلك بكثير فى الأراضى التى تسيطر عليها القوات الروسية.
وعندما بدأت المياه تنحسر ببطء يوم الجمعة بدأت تكشف عن الكارثة البيئية التى تلوح فى الأفق، إذ كان الخزان الذى تبلغ سعته 18 كيلومترا مكعبا هو المحطة الأخيرة على طول مئات الكيلومترات من النهر الذى يمر عبر المناطق الصناعية والزراعية فى أوكرانيا، ولعقود من الزمن حمل تدفقه المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية التى استقرت فى الوحل فى القاع.
وفى هذا الصدد، قال عالم البيئة فى مجموعة عمل العواقب البيئية للحرب الأوكرانية يوجين سيمونوف إن السلطات الأوكرانية تختبر مستوى السموم فى الوحل، والتى قد تتحول إلى غبار سام مع وصول الصيف.
وقد وصف نائب وزير الخارجية الأوكرانى أندريه ميلنيك تدمير السد بأنه "أسوأ كارثة بيئية فى أوروبا منذ كارثة تشيرنوبيل".
وأكدت "أسوشيتد برس" فى تقريرها أنه "سيتعين على أوكرانيا بأكملها أن تتعامل مع ما إذا كان يجب استعادة الخزان أو التفكير بشكل مختلف حول مستقبل المنطقة وإمدادات المياه، ومنطقة واسعة من الأراضى التى أصبحت فجأة عرضة لأنواع دخيلة تماما كما كانت عرضة للغزو الذى تسبب فى الكارثة منذ البداية".