أشادت رئيسة صندوق النقد الدولى، الجمعة، بقرار البنك المركزى الأوروبى رفع أسعار الفائدة للمرة الثامنة على التوالى، وتعهده بمواصلة ذلك طالما كان ضروريا لمكافحة التضخم المرتفع، بحسب سكاى نيوز.
وصرحت المديرة العامة كريستالينا جورجيفا بأن صندوق النقد الدولى رحب برفع المركزى الأوروبى سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الخميس، وبتعهد رئيسته كريستين لاغارد بأن البنك المركزى الأوروبى "لا يفكر فى التوقف عن ذلك حاليا".
ويسعى المركزى الأوروبى إلى خفض التضخم من 6.1 بالمئة إلى هدفه البالغ 2 بالمئة.
وقالت جورغيفا: "يجب أن تستمر السياسة النقدية فى التشدد، ثم أن تقف فى منطقة مقيدة لبعض الوقت، حتى يتم تثبيت توقعات التضخم بقوة وتوجيهه نحو الهدف".
وأضافت: "نرحب بقرار البنك المركزى الأوروبى أمس بالتشديد، ونرحب أيضا بالاتصالات التى جرت حول هذا القرار".
ويمضى البنك المركزى للدول العشرين التى تستخدم عملة اليورو قدما فى رفع أسعار الفائدة، فى الوقت الذى أوقف فيه الاحتياطى الفيدرالى الأميركى رفع أسعار الفائدة مؤقتا لتقييم تأثير ذلك على الاقتصاد.
وارتفع معدل التضخم بعد اندلاع الأزمة فى أوكرانيا، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة والحبوب. ورغم تراجع تأثير هذه العوامل، إلا أن ضغوط الأسعار تتواصل مع مطالبة العمال بأجور أعلى لتعويض تراجع القوة الشرائية، ورفع الشركات للأسعار لتغطية ارتفاع التكاليف وتحقيق أرباح.
ويقوم المركزى الأوروبى برفع أسعار الفائدة رغم التأثير المحتمل لذلك على النمو الاقتصادي، وبينما يسعى رفع أسعار الفائدة إلى كبح التضخم عن طريق زيادة تكلفة الاقتراض من أجل الشراء أو توسيع الأعمال التجارية، ما يقلل الطلب على السلع، فإنه يخاطر أيضا بإبطاء الاقتصاد.
وانكمش اقتصاد منطقة اليورو بشكل طفيف فى الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022 والأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، ويشير الركود إلى ربعين من الانكماش.
إلا أن معدل البطالة المنخفض يشير إلى أن الاقتصاد لا زال يتمتع بنقاط قوة كبيرة، وقالت جورجيفا، متحدثة فى مؤتمر صحفى فى لوكسمبورغ حول التقييم المنتظم لسياسات منطقة اليورو، إنه على الرغم من "الركود المعتدل" إلا أن النمو يتعين أن ينتعش فى وقت لاحق من العام و"أن ينتهى العام فى منطقة إيجابية".
وأضافت إن الاقتصاد أظهر "مرونة ملحوظة" فى إمدادات الطاقة الجديدة بعد قطع روسيا معظم شحنات الغاز الطبيعى إلى أوروبا وسط الحرب الدائرة فى أوكرانيا.
وتشير توقعات صندوق النقد الدولى إلى نمو بنسبة 0.8 بالمئة فى منطقة اليورو لهذا العام و1.4 بالمئة للعام المقبل.