اتهمت السلطات الأوكرانية روسيا بمصادرة ملكية أكثر من 300 شركة في المدن التي احتلتها موسكو في حربها الدائرة منذ أكثر من عام ونصف العام، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الأربعاء.
وبحسب التقرير ، فبعد أكثر من عام على سيطرة روسيا لميليتوبول الأوكرانية، نقلت موسكو ملكية كثير من الشركات لها عبر دخول رجال ملثمين لها صادروا أوراقها الرسمية عنوة.
وتحقق دائرة الأمن الأوكرانية في مصادرة أكثر من 300 شركة في منطقة ميليتوبول، وفقا لوثائق حصلت عليها الصحيفة.
وتعمل وحدة الاستخبارات الأمنية في أوكرانيا علي التحقيق فيما إذا كان جهاز الأمن الفدرالي الروسي وجيش البلاد قد نسقوا عمليات مصادرة الشركات الأوكرانية.
في غضون ذلك، يطلق الملاك السابقون للشركات المصادرة حملاتهم الخاصة لاستعادة أعمالهم التجارية، إذ رفعوا دعوى قضائية في محكمة دولية ضد المالكين الروس الجدد ووجهوا نداءات لعملائهم بعدم الشراء.
ويقول المسؤولون الأوكرانيون إنهم يشتبهون بأن الأسماء الموجودة في سجلات الشركات المصادرة هي واجهات لآخرين في روسيا، بما في ذلك جهاز الأمن الفدرالي وأصحاب الأعمال المؤثرين، وفقا لوثائق إدارة أمن الدولة التي استعرضتها الصحيفة الأمريكية ووكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب صحيفة "وول ستريت جورنال" بالتعليق. ورفض رئيس بلدية ميليتوبول الجديد والحاكم الإقليمي الروسي، اللذان تم تنصيبهما منذ غزو موسكو الشامل على أوكرانيا، التعليق.
وقال إيفان فيدوروف، العمدة المنفي لمدينة ميليتوبول الصناعية والزراعية الواقعة على مقربة من بحر آزوف، "اليوم، لم يتبقَ أي مشروع في منطقة ميليتوبول".
وفي إشارة إلى الاستحواذ العنيف على الشركات، قال فيدوروف: "إذا لم يوافق المدير أو المالك، فقد يتم أسره على الفور".
وتقع المدينة على طريق رئيسي وخط سكة حديد، مما يجعلها مركزا استراتيجيا ولوجستيا مفيدا لمن يسيطر عليها.
ويمكن لأوكرانيا حال استعادتها لهذه المدينة أن تقطع فعليا الجسر البري الذي يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم المحتلة منذ 2014.
ويقول رجال أعمال إن عمليات المصادرة تكررت في جميع أنحاء أوكرانيا المحتلة، حيث تتهم روسيا أيضا بسرقة الحبوب والأخشاب والأراضي الزراعية.
وتساعد هذه التحركات الروسية في تعزيز السيطرة على المناطق المحتلة من خلال وضع الشركات الكبرى في أيدي المتعاطفين معها، مع السماح أيضا للروس وحلفائهم المحليين بالاستفادة من الحرب.
وبحسب الصحيفة، فإن الشركات التي استحوذت عليها موسكو تعمل في مجالات مختلفة منها الزراعة، بالإضافة إلى شركة تصنيع أسلحة تنقل الذخيرة الجديدة لروسيا.
وتعد شركة "ميليتوبول شيري" الزراعية المنتجة لثمرة الكرز إحدى الشركات التي صادرتها روسيا.
وضاعفت "ميليتوبول شيري" مبيعاتها خلال السنوات التي سبقت الغزو الروسي وبدأت برنامجا استثماريا بقيمة 50 مليون دولار، وفقا للمديرة المالية للشركة، كارينا ستانشيفسكا.
وقالت ستانتشيفسكا: "كانت الشركة تبلغ من العمر 20 عاما ولدينا خطط كبيرة للمستقبل".
وأوضحت أنها بدأت في رؤية الفاكهة المنتجة في بساتين شركتها يتم بيعها في الأسواق من قبل بعض عملائها القدامى.