عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة لبحث مسألة استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن وذلك في أعقاب استخدام روسيا حق النقض "الفيتو" في جلسة مجلس الأمن والتي فشل فيها المجلس في تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، بعد اعتراض روسيا على مشروع القرار الذي قدمته كل من البرازيل وخلال الجلسة صوت المجلس على مشروعي قرارين متنافسين القرار الأول قدمته كل من البرازيل وسويسرا فيما قدمت روسيا مشروع القرار الثاني
ووفق مركز اعلام الأمم المتحدة أن مشروع القرار البرازيلي- السويسري كان سيسمح لوكالات الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني بمواصلة استخدام معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية لمدة تسعة أشهر- أي حتى 10 أبريل 2024 حيث حصل القرار على تأييد 13 دولة وامتناع دولة واحدة (الصين) واعتراض دولة واحدة هي روسيا. وبالتالي لم يتم اعتماد القرار نسبة لاستخدام روسيا حق الفيتو.
وفي ذات السياق حصل مشروع القرار الروسي على تأييد دولتين وتصويت ثلاث دول (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا) ضده مع امتناع 10 دول عن التصويت. وبالتالي لم يتم اعتماده أيضا.
ومن جانبه قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تشابا كوروشي إن برامج الإغاثة المنقذة للحياة لا ينبغي أن تكون رهينة للمصالح السياسية وشدد على أهمية "أن يسترشد العمل الإنساني دائما بمبادئ عدم التحيز والحياد والاستقلال. وعلى هذا النحو، لا يمكن أبدا أن تكون المساعدة الإنسانية الفعالة رهينة أي مصلحة سياسية وحث أعضاء مجلس الأمن على إعطاء الأولوية لاحتياجات الناس المتضررين"
وقال المندوب الدائم للبرازيل لدى الأمم المتحدة، سيرجيو فرانكا دانيس إن بلاده وسويسرا عملتا بجد مع جميع أعضاء مجلس الأمن، وبنية طيبة، وبالتشاور مع سوريا وغيرها من الأطراف المهتمة من أجل صياغة مشروع القرار الذي فشل مجلس الأمن في تمريره بسبب الفيتو الروسي.
وأضاف إن بلاده وسويسرا حاولتا الاتفاق على كل شيء وفق للطلبات والشواغل التي أعربت عنها الأطراف والتوصل إلى حل وسط وشدد على أن مصلحة الشعب السوري تأتي "في مقدمة كل شيء".
وأفاد السفير البرازيلي بحدوث تطورات منذ جلسة المجلس التي فشل فيها في تمرير مشروع القرار بشأن آلية المساعدات، مشيرا إلى "قرار الحكومة السورية بفتح معبر باب الهوى- بصورة طواعية أمام قوافل المساعدات".
ومن جانبه أوضح نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي سبب استخدام بلاده لحق النقض (الفيتو)، مشيرا إلى أن الوفد الروسي "اضطر إلى استخدامه"، وأن من صاغا القرار لم يستجيبا لمقترحات روسيا التي قدمتها نيابة عن سوريا.
ومن جانبه رفض المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية، السفير بسام صبّاغ " مواصلة تسييس العمل الإنساني في سوريا، والمتاجرة بمعاناة السوريين، واستخدام أليه عبر الحدود أداة ضغط وابتزاز سياسي ضد سوريا، والتهديدات بقطع التمويل ".