أكد الرئيس الصينى شى جين بينج، أن العالم يمر بتحولات كبيرة غير مسبوقة وأن الوضع الدولى يشهد تغيرات كبرى، مشيرا إلى أن بلاده والولايات المتحدة تقفان مجددا عند مفترق طرق يقرران فيه مسارهما، ويحتاج الجانبان إلى الاختيار مرة أخرى.
وأعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ - خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في بكين اليوم الخميس، حسبما ذكرت وكالة شينخوا الصينية - عن استعداد بلاده لأن تناقش مع الولايات المتحدة المسار الصحيح للبلدين للتوافق فيما بينهما ولتعزيز التنمية المطرد للعلاقات الثنائية.
كما أعرب عن أمله في أن يواصل كيسنجر وغيره من ذوي الرؤية في الولايات المتحدة لعب دور بنّاء في إعادة العلاقات الصينية-الأمريكية إلى المسار الصحيح.
وقال شي إنه بالتطلع إلى المستقبل، فإن الصين والولايات المتحدة لديهما كل الأسباب لاستكمال نجاح بعضهما البعض وتحقيق الازدهار المشترك، حيث إن مفتاح ذلك يكمن فى اتباع مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين.
من جانب أخر، قال السفير الصينى لدى الولايات المتحدة، شيه فنج، إن بلاده لا تريد حربا تجارية مع أمريكا، لكنها سترد على أي قيود أمريكية تفرض على التكنولوجيا والتجارة .
وانتقد السفير الصيني القيود الأمريكية المفروضة على بيع الرقائق ومعدات صناعة الرقائق الإلكترونية إلى الصين، والتي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن العام الماضي، حيث وصفت بكين تلك القيود بأنها جزء من محاولة "لاحتواء" الصين. وذلك بحسب ما جاء على الموقع الإلكتروني لصحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الخميس .
كما أوضح شيه، خلال حضوره (منتدى آسبن الأمني) أمس الأربعاء، والذي يعد مؤتمرا للأمن والسياسة الخارجية عقد في آسبن بولاية كولورادو في الولايات المتحدة: "الصين لا تخجل من المنافسة، لكنني أعتقد أن تعريف المنافسة من جانب الولايات المتحدة ليس تعريفا عادلا". وأضاف: "تحاول الولايات المتحدة الفوز بإبعاد الصين"، في إشارة إلى إجراءات الحد من مبيعات التكنولوجيا الأمريكية لشركة الاتصالات الصينية العملاقة (هواوي)، بسبب وجود مخاوف أمنية.
واستطرد شيه قائلا إن الصين حريصة على إقامة علاقة مستقرة وصحية مع الولايات المتحدة.
وتأتي تعليقات شيه في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن وبكين إصلاح علاقتهما، التي وصلت إلى مستويات منخفضة جديدة في الأشهر الأخيرة بسبب عدد كبير من القضايا؛ بما في ذلك قضية بالون التجسس الصيني المشتبه به، والذي قام بالتحليق فوق سماء الأراضي الأمريكية، إلى جانب التوترات بينهما بشأن قضايا التجارة والتكنولوجيا وحقوق الإنسان ومطالبة الصين بتايوان وجزء كبير من بحر الصين الجنوبي.
وفي إطار الجهود المبذولة لإصلاح العلاقات بين واشنطن وبكين، قام ثلاثة من كبار المسؤولين الأمريكيين بزيارة بكين خلال الأسابيع الأخيرة. واختتم جون كيري، المبعوث الأمريكي الخاص المعني بالمناخ، محادثاته أمس الأربعاء مع المسؤولين الصينيين حول سبل مكافحة تغير المناخ واستعادة التعاون رفيع المستوى بين البلدين.
وفيما يتعلق بمسألة الحرب الأوكرانية ، شدد شيه على نقاط حديث المسؤولين الصينيين بأن بكين تحترم سيادة الدول وسلامة أراضيها ولكنها تعترف أيضا بـ "المخاوف الأمنية المشروعة والمعقولة"، على حد وصفه.
وفيما يتعلف بتايوان، تعارض الصين أي تبادلات رسمية بين شركائها الدبلوماسيين وتايوان وقد ردت "بغضب" على مثل هذه الزيارات في الماضي. كما أجرت، في أبريل الماضي، مناورات حربية حول تايوان بعد أن اجتمعت الرئيسة التايوانية تساي إنج ون مع مسؤولين أمريكيين في لوس أنجلوس أثناء عودتها من أمريكا الوسطى.