قالتمنظمة الصحة العالميةإن العالم يحتفل اليوم 25 يوليو من كل عام باليوم العالمي للوقاية من الغرق.وشعار اليوم العالمي للوقاية من الغرق هذا العام هو "أي شخص يمكن أن يغرق، لكن لا ينبغي لأحد أن يغرق". واحتفالًا بهذا اليوم، تواصل منظمة الصحة العالمية التركيز على إذكاء الوعي بشأن الغرق بوصفه قضية من قضايا الصحة العامة، مع تذكير الناس بما ينبغي أن يفعله الجميع للوقاية من الغرق.
وقد أُعلن عن اليوم العالمي للوقاية من الغرق في 28 أبريل 2021 في قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويُمثِّل هذا الحدث العالمي فرصة لتسليط الضوء على الأثر المأساوي والعميق للغرق على الأسر والمجتمعات، ولتقديم حلول منقذة للحياة للوقاية منه.
وعلى مدى العقد الماضي، تسبب الغرق في وفاة أكثر من 2.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. وفي إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، يغرق كل عام أكثر من 15000 شخص. ويحدث أكثر من 50% من هذه الوفيات في صفوف الأطفال دون سن الخامسة عشرة. بينما يقع أكثر من ثلث جميع الوفيات الناجمة عن الغرق بين الأطفال دون الخامسة من العمر. ويُعدُّ الغرق أحد الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في الفئة العمرية ما بين 5 و14 عامًا، وكذلك أحد الأسباب الخمسة الرئيسية للوفاة في صفوف المراهقين الذكور في الإقليم. والخسائر البشرية والاجتماعية الاقتصادية الناجمة عن ذلك غير مقبولة ويمكن منعها.
ويحظى اليوم العالمي للوقاية من الغرق هذا العام بأهمية أكبر نظرًا لاعتماد جمعية الصحة العالمية لقرار تاريخي بشأن تسريع وتيرة العمل للوقاية من الغرق على الصعيد العالمي. ومن خلال هذا القرار، التزمت منظمة الصحة العالمية بسلسلة من المبادرات للنهوض بالجهود العالمية للوقاية من الغرق بحلول عام 2029.
وتتمثل إحدى هذه المبادرات الرئيسية في مواصلة إعداد أول تقرير عالمي عن وضع الوقاية من الغرق، بمشاركة نشطة من بلدان من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إقليم شرق المتوسط. وسيقدّم التقرير معلومات بالغة الأهمية لراسمي السياسات ومديري البرامج للاسترشاد بها في تنفيذ التدخلات المنخفضة التكلفة والقابلة للتوسيع والفعالة للوقاية من الغرق. ويمكن مواصلة استخدام المعلومات الخاصة بكل بلد لتحديد الأولويات الوطنية للوقاية من الغرق وتمكين المنظمة من تقديم دعم قُطري مُصمَّم خصيصًا لكل بلد على حدة.
ومن المبادرات المهمة الأخرى إنشاء التحالف العالمي للوقاية من الغرق، الذي صدر به تكليف بقرار جمعية الصحة العالمية سالف الذِكر. والتحالف عبارة عن شبكة من الشركاء الذين سيعملون معًا لتنسيق الجهود الرامية إلى منع الوفيات الناجمة عن الغرق وتعزيز تلك الجهود وتدعيمها وتوسيع نطاقها.
وأصدرت المنظمة أيضًا مبررات للاستثمار في الوقاية من الغرق. وتبيّن تلك المبررات أنه بحلول عام 2050، يمكن لزيادة الاستثمار العالمي في تدبيرين فقط للوقاية من غرق الأطفال - هما توفير الرعاية النهارية للأطفال في سن ما قبل المدرسة وتعليم الأطفال الذين هم في سن الدراسة مهارات السباحة الأساسية - أن تنقذ حياة أكثر من 000 774 طفل، وتمنع ما يقرب من مليون حالة غرق غير مميتة في صفوف الأطفال، وتجنب الإصابات الشديدة والمقيّدة للحياة لعدد كبير من ضحايا الغرق غير المميت يبلغ 000 178 ضحية. كما يمكن لذلك الاستثمار أن يحول دون وقوع خسائر اقتصادية محتملة تزيد على 400 مليار دولار أمريكي في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط المثقلة بالأعباء، وأن يوفر منافع تراكمية تقدر بنحو 9 دولارات أمريكية عن كل دولار أمريكي واحد مُستثمَر.
وينبغي ألا يكون الاحتفال باليوم العالمي للوقاية من الغرق حدثًا ليوم واحد، بل ينبغي أن يكون مسعى متواصلًا للحفاظ على الزخم المتنامي وزيادة الوعي بشأن الوقاية من الغرق للجميع في كل مكان.