توصل علماء المناخ إلى أن التغيرات المناخية من ارتفاع درجات الحرارة وحدوث جفاف قد تزيد من اندلاع صراعات مسلحة فى الدول التى تعانى حالات انقسام عرقية، وفقا لدراسة أجراها معهد بوتسدام لأبحاث تأثيرات التغيرات المناخية الألمانى.
ويقول العلماء، فى بيان صادر اليوم الثلاثاء عن المعهد، إن حوالى 25% من الصراعات فى دول العالم التى تعانى من حالات الانقسام عرقية تتزامن معها حدوث كوارث مناخية بها.
وتشير الدراسة التى أجريت على مدى ثلاثة عقود فى الفترة بين 1980 حتى 2010، إلى أن كل صراع فى أى بلد يرتبط بعدة عوامل معقدة، ولكن يمكن أن يتحول هذا الصراع الى عنف مسلح ولا سيما فى بلاد تتميز بتعدد أجناسها.
وأوضح البيان أن نتائج الدراسة، التى نشرت أمس فى دورية كلية العلوم القومية الأمريكية، قد تساهم فى وضع خطط واستراتيجيات لسياسات أمنية جديدة للحد من مخاطر اندلاع العنف والهجرة فى تلك الدول. حيث تركز الدراسة، بشكل مباشر على الأضرار الاقتصادية المتعلقة بالكوارث الطبيعية.
وتقول الدراسة: إن الأحداث المناخية مثل الجفاف فى كل من سوريا والصومال ساهمت بالفعل فى اندلاع النزاعات المسلحة؛ الأمر الذى قد يحدث أيضا فى أفغانستان بسبب الجفاف. وتشير الدراسة إلى أن الاختلافات العرقية فى كل من سوريا والعراق لها دور كبير فى استمرار الحروب الأهلية.
وتوضح الدراسة أن النتائج تمثل أهمية كبرى للسياسات الأمنية المستقبلية فى عدد من المناطق الأكثر عرضة للصراعات فى العالم، مثل شمال ووسط أفريقيا ووسط آسيا التى تعانى من انقسامات عرقية عميقة، وكلاهما عرضة بشكل استثنائى إلى التغيرات المناخية.
ويقول كارل سكلوسنر - أحد العلماء الأربعة القائمين على الدراسة - إن "الكوارث المناخية لا تؤثر بشكل مباشر فى اندلاع الصراعات، لكنها قد تعزز من احتمالية اندلاعها فى تلك البلاد."
من حانبه، يقول جوناثان دونجيز، أحد القائمين على الدراسة "نحن نرى أن الانقسامات العرقية قد يكون بمثابة خط لاندلاع متوقع إذا مورست عليه ضغوطا إضافية مثل الكوارث الطبيعية، مما يجعل الدول متعددة الأعراق عرضة بشكل خاص لتأثير مثل هذه الكوارث."
وأضاف البيان أن الدراسة لا يمكن أن توفر تقييما للمخاطر التى قد تتعرض لها تلك الدول. وبما أن النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية، لحسن الحظ، نادرا ما تحدث، فإنه يصعب الحصول على تحليلات إحصائية من كل دولة على حدة.
وعلق موقع Climatechange للأخبار أن حوالى ثلثى الحروب الأهلية بالعالم منذ 1946 تتكون جراء الاختلافات العرقية، لذا فإن فشلت الدول فى توفير احتياجات الشعوب من محاصيل زراعية أو منع أو الحد من فيضانات مدمرة، فإن العلاقات بين الأطراف المتناحرة سواء كانت دينية أو عرقية أو قبائلية قد تزداد سوءا.
موضوعات ذات صلة:
وزيرة التعاون الدولى بنيويورك: اختفاء شاطئى "جليم والشاطبى" بالإسكندرية حال ارتفاع مستوى البحر نصف متر فقط.. وخسائر مصر ستصل إلى 32.5 مليار دولار.. و10 خطط وبرامج للحد من الفقر