أكد الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية "بيتيرى تالاس"، أن موجات الحر مستمرة فى تحطيم الأرقام القياسية، وهو ما يحمل تأثيرا كبيرا على صحة الإنسان، والنظم البيئية، والاقتصادات، والزراعة، وإمدادات الطاقة والمياه، الأمر الذى يؤكد الحاجة الملحة المتزايدة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى بأسرع ما يمكن.
وقال المسؤول الأممي- بحسب بيان لمركز إعلام الأمم المتحدة- إنه "يتعين علينا تكثيف الجهود لمساعدة المجتمعات على التكيف مع الوضع الطبيعي الجديد".
وأضاف: "يقدم مجتمع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تنبؤات وتحذيرات لحماية الأرواح وسبل العيش، بينما نسعى جاهدين لتحقيق هدفنا المتمثل في توفير نظم الإنذارات المبكرة للجميع".
ووفقا لدراسة نشرتها الأرصاد الجوية، فإنه لولا تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، لكانت هذه الأحداث الحرارية نادرة للغاية.. الصين كان من الممكن أن تشهد حدثا واحدا في كل 250 عاما تقريبا.. وإذا لم يقم البشر بتسخين الكوكب عن طريق حرق الوقود الأحفوري، كان من المستحيل تقريبا تسجيل درجات حرارة قصوى خلال شهر يوليو 2023 مثل التي شهدناها في الولايات المتحدة والمكسيك وجنوب أوروبا.
وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن موجات الحر الشديد تجتاح أجزاء واسعة من نصف الكرة الشمالي خلال هذا الصيف، الذي يتسم بدرجات حرارة مرتفعة للغاية، مما تسبب في أضرار جسيمة لصحة الناس والبيئة، وتسببت حرائق الغابات في مقتل العشرات من الناس، وتدمير مساحات شاسعة، وأجبرت آلاف الأشخاص على الإجلاء في أجزاء من البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك الجزائر واليونان وإيطاليا وإسبانيا.
وأفادت تقارير أممية بأن الانبعاثات من حرائق الغابات كانت الأعلى في هذه الفترة الزمنية في اليونان في آخر 21 عاما، وشهدت كندا أسوأ موسم حرائق غابات على الإطلاق، مما أضر بجودة الهواء بالنسبة لملايين الأشخاص في أمريكا الشمالية، وسجلت درجات حرارة سطح البحر أرقاما قياسية جديدة، مع موجات حر بحرية شديدة في البحر الأبيض المتوسط وقبالة سواحل فلوريدا.
يُشار إلى أن موجات الحر تعد من بين أكثر الأخطار الطبيعية فتكا، حيث يموت آلاف الأشخاص من أسباب مرتبطة بالحرارة كل عام.