أجلت السلطات اليونانية اليوم الأربعاء جلسات الاستماع فى دعوى أقامها ثمانية عسكريين أتراك يسعون للحصول على اللجوء بعد أن فروا من تركيا فى أعقاب تحركات الجيش فى قضية تبرز التوترات القديمة بين البلدين العضوين فى حلف شمال الأطلسي.
وفر ثلاثة عسكريين برتبة ميجر وثلاثة برتبة كابتن واثنان برتبة سارجنت فى طائرة هليكوبتر عسكرية إلى بلدة ألكسندرولوبوليس الحدودية فى شمال اليونان يوم 16 يوليو تموز بعد يوم من فشل تحركات الجيش التركى.
ويسعى العسكريون الثمانية للحصول على اللجوء السياسى فى اليونان بزعم خوفهم على حياتهم. ونفوا تورطهم فى تحركات الجيش التركى.
وطلبت تركيا ترحيلهم ووصفتهم "بالخونة" و"بالعناصر الإرهابية". ووضع ذلك اليونان فى مأزق إذ يتعين عليها الآن أن تقرر الإبقاء على العسكريين أو المخاطرة بإثارة غضب أنقرة. وقالت أثينا إنها ستنظر فى طلب اللجوء بسرعة.
وقالت المحامية فاسيليكى إيليا ماريناكى وهى أحد ممثلى الدفاع عن العسكريين الأتراك إن اثنين منهم حضرا جلسة عقدتها الإدارة المركزية للجوء فى أثينا اليوم الأربعاء وطلبا تأجيل المقابلات لحين الاستعداد بشكل أفضل. وتم تأجيل المقابلات إلى 19 أغسطس آب.
وقالت ماريناكى لتلفزيون رويترز "يخافان الذهاب لتركيا ... أبلغانى أنهما سيتعرضان للتعذيب لا محالة. قالا لى بالحرف الواحد ‘سنتمنى الموت وسنموت على أية حال‘."
وتحسنت العلاقات بين اليونان وتركيا على مر السنين لكن الحرب أوشكت أن تندلع بينهما عام 1996 بسبب جزيرة غير مأهولة ولا تزال بينهما نزاعات حدودية وخلافات بشأن قبرص.
والأسبوع الماضى قضت محكمة يونانية بسجن العسكريين الأتراك شهرين مع إيقاف التنفيذ لدخولهم اليونان بشكل غير مشروع. ومع ذلك بقى العسكريون فى الحجز "الإداري".
ورافقت الشرطة العسكريين اللذين حضرا جلسة اليوم وعمدا إلى إخفاء وجهيهما.
ومنذ الانقلاب الفاشل شنت تركيا حملة تطهير فى صفوف القوات المسلحة والقضاء واعتقلت الآلاف.
ويقول محامو العسكريين الثمانية إنهم لم يعرفوا أن تحركات الجيش يجرى وإنهم كانوا يطيعون أوامر قادتهم بنقل الجرحى من الشوارع إلى سيارات الإسعاف.
وأضافوا أنهم فروا إلى اليونان عندما تعرضت طائرتهم الهليكوبتر من طراز بلاك هوك لنيران أطلقتها الشرطة من الأرض.