قال رئيس قازاخستان نور سلطان نزارباييف إن بلاده ستطرد أى معلم تركى له صلة برجل الدين فتح الله كولن الذى تتهمه أنقرة بتدبير انقلاب فاشل. جاء ذلك عقب لقائه بنظيره التركى رجب طيب إردوغان فى أنقرة.
وتنحى تركيا على أتباع كولن المقيم فى الولايات المتحدة بمحاولة الإطاحة بإردوغان فى 15 يوليو تموز. وقتل أكثر من 240 شخصا وأصيب نحو 2000 آخرين فى هذه المحاولة، وفتح أتباع كولن الذين يتبنون نهج الإسلام المعتدل ما يقدر بألف مدرسة فى عشرات الدول مع تركيز خاص على التعليم العلماني.
وقبل أن يدب الخلاف بين الحليفين السابقين كولن وإردوغان بشكل علنى فى 2010 كانت المدارس تعتبر أداة رئيسية فى توسيع نفوذ تركيا فى الخارج. ونشطت فى وسط آسيا حيث يتحدث العديد من الدول ومنها قازاخستان اللغة التركية، وقال نزارباييف فى مؤتمر صحفى فى العاصمة التركية "ليس من مصلحتنا أن نفعل شيئا ضد تركيا. لقد توصلنا إلى اتفاق". وهو أول رئيس دولة يزور تركيا منذ الانقلاب العسكرى الفاشل.
وأضاف نزارباييف أن حكومة قازاخستان ستطلب معلمين جددا من تركيا ليحلوا مكان أى معلمين يتم إعادتهم. ولم يصل إلى حد القول بأنه سيغلق المدارس المنتمية لكولن فى قازاخستان وعددها 30 وتدرس لتسعة آلاف طالب، وقال إن نحو 90 فى المئة من المعلمين فى المدارس مواطنون من قازاخستان وثمانية إلى تسعة فى المئة أتراك.
من جانبه قال وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير اليوم الجمعة إنه يأمل فى العودة للمحادثات المباشرة مع أنقرة رغم القلق من استخدام تركيا لعمليات اعتقال وفصل جماعية لقمع من يشتبه فى أنهم مدبرو محاولة انقلاب فاشلة، وأضاف بعد اجتماع مع وزراء خارجية دول أخرى متحدثة بالألمانية فى فادوز فى ليختنشتاين "سأعمل لضمان ألا يجرى الحوار مع تركيا عبر مكبرات صوت وكاميرات فقط... لا بديل عن العودة للحوار المباشر مع تركيا حتى وإن كان الأمر صعبا فى الوقت الراهن."
وقال شتاينماير إنه يركز على "الطريقة التى يمكن بها إدارة العلاقات مع تركيا فى هذا الوضع الصعب وما الذى يمكن أن نفعله لمن اعتقلوا". وأضاف أن العودة لتطبيق عقوبة الإعدام فى تركيا لن يتوافق مع قيم الاتحاد الأوروبى.