بعد واقعة التعدى على المعلم اليهودى فى مرسيليا الإثنين الماضى بساطور من قبل طالب تركى مما ادى على إصابته بإصابات بالغة فى الظهر، خرج رجال الدين اليهودى داعين اليهود المتواجدين فى فرنسا بعدم إرتداء القلنسوة التى أصبحت تشكل خطراً عليهم كونها تساعد مضطهدى اليهود فى تحديد ضحاياهم بسهولة، وقد أثارت هذه الدعوات الكثير من الغضب من قبل الجالية اليهودية فى فرنسا وبشكل خاص فى مرسيليا، ولكن الهدف الاساسى ورائها هو حفظ سلامتهم.
وسلطت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية الضوء اليوم الخميس على "القلنسوة" تلك العادة التى قد ترتبط إلى حد كبير بالدين، ولكنها ليست إجبار، حيث قالت الصحيفة، أن القلنسوة اليهودية معروفة كونها غطاء رأس صغير ومستدير الشكل، يرتديه الأشخاص المتدينين من اليهود، طيلة الوقت فهى تعتبر بالنسبة لهم بمثابة توقيراًو إحتراماً له.
وقالت الصحيفة أن إرتداء القلنسوة هى عادة مأخوذة من قدماء اليهود ولكنها ليست فريضة، وهى كانت بمثابة العلامة التى تميز اليهودى من غيره حينذآك، وكان أكثر ما يرتديها فى الماضى هم رجال الدين اليهودى "الكهنة"، على الرغم من أنه لا يوجد فى التوراة والتلمود ما يفرض ويحتم إرتداء القلنسوة لتغطية الرأس، وان ما شهدته فرنسا من غضب أثر التصريحات الأخيرة المطالبة بعدم إرتدائها.
وأشارت الصحيفة إلى أنها كانت ترمز فى العصور الوسطى إلى التحول الديموقراطى وأيضاً علامة للتقوى بالنسبة للمؤمنين من اليهود، وكانت فى بادئ الأمر يتم إرتدائها حسب الرغبة، ثم تم فرضها على رجال الدين فى 1215، والتى كانت تجعلهم مميزين وسط المسيحيين، وبالنسبة للإسلام كان اليهود من أهل الذمة يرتدون قبعة حمراء اللون لتميز أنفسهم.