قال المحلل السياسى الإسبانى خورخى ديثكايار فى صحيفة لابانتى الإسبانية إن الداعية التركى فتح الله جولن أصبح الوحش المخيف للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى يسعى بشتى الطرق أن يحصل عليه من واشنطن،مشيرا إلى أن ما يجرى فى تركيا هو صراع بين جماعتين إسلاميتين لديهما نفس الفكر ولديهما نفس الموقف الرافض لوصاية الجيش على الحياة السياسية، لكن الرئيس التركى يخشى من تزايد نفوذ الخدمة وزعيمها فتح الله جولن.
وقال ديثكايار إن "الصراع بين الجماعتين الإسلاميتين، هو صراع نتج عن رفض أنصار جولن مسألة تفرد أردوغان بالحكم"، وتابع "إن واحداً من أسباب فشل الانقلاب العسكرى الذى وقع منتصف يوليو يعود إلى وجود اختلاف فى وجهات النظر داخل الجيش التركى، فالتيار الأغلب يفضل التعامل مع نموذج أردوغان الإسلامى على التعامل مع النموذج الذى يقدمه جولن".
وأشار إلى أن أردوغان يسعى لاعتقال جولن بشتى الطرق ،وأصبح جولن من أهم أولويات أردوغان فى الوقت الحالى حيث إن مكتب الادعاء فى إسطنبول أرسل خطابا إلى السلطات الأمريكية، منذ يومين، يطلب فيه إلقاء القبض على الداعية بتهمة تدبير محاولة الانقلاب الشهر الماضى، كما أرسل وفدا من أنقرة إلى واشنطن لبحث تسليمه.
وقال الخبير السياسى إن "مسألة الصراع هنا ليست مرتبطة بأمور أخرى غير أنها ذات طابع شخصى، صراع بين أردوغان وفتح الله جولن"، وعن موضع المعارضة غير الإسلامية فى الصراع بين التيار الإسلامى فى تركيا، قال "المشكلة أن المعارضة غير الإسلامية موقفها ضعيف فى مواجهة الحركة الإسلامية، وهى غير قادرة على تقديم ما قدمته الحركة الإسلامية فى تركيا إلى المواطنين".
وكان جولن والرئيس التركى أردوغان، حليفين لأكثر من عقد من الزمان، ووقع خلاف بين الاثنين فى الأعوام الأخيرة ويرجع لأسباب سياسية، وينفى جولن، الداعية تركى المولد والذى يعيش فى المنفى الاختيارى بالولايات المتحدة منذ 1999، الاتهامات الموجة ضده، بخصوص تدبير محاولة الأنقلاب العسكرى فى بلاده.
وأوضح أن جولن يتسبب فى أزمة سياسية بين واشنطن وأنقرة بسبب تأييد أمريكا للانقلاب وجولن، ومن المتوقع أن تزداد هذه الأزمة فى الفترة القادمة،كما أن أردوغان يسعى للقضاء على جولن فى المرحلة القادمة.
وطالبت النيابة من المحكمة أن تقرر سجن رجل الدين فتح الله جولن1900 عاما،, بزعم أنه العقل المدبر للمحاولة الانقلابية الفاشلة التى شهدتها تركيا، وطالب مدعون أتراك إصدار حكمين بالسجن مدى الحياة وحكم بالسجن1900 عام بحق جولن المقيم فى الولايات المتحدة.