بدأوا دعم الكيان قبل 35 عامًا خلت، على الرغم من العداء العقائدي التاريخي الذي يعود إلى كونهم من قتل السيد المسيح بحسب معتقداتهم، الحديث يدور هنا أو يكاد عن طائفة الإنجيليين المسيحيين التي تمثل 13% من مسيحي العالم أو بلغة الأرقام نحو 285 مليون شخص.
الإنجيليون عملوا منذ إعلان الكيان الإسرائيلي على دعمه بالمال، مرتكزين على عقيدة راسخة لديهم، مفادها بأن عودة السيد المسيح مرتبطة بشرط تجمع واستقرار جميع يهود العالم في الأراضي المحتلة.
معهد الدراسات والإستطلاع الأكبر في الولايات المتحدة "بي.إي.دبليو" أصدر تقريرًا مؤخرًا يكشف فيه أهم أسرار هذا العالم الخفي، من الدعم المسيحي ليهود إسرائيل.
المعهد الأمريكي أكد أن الإسرائيليين، وخاصة اليهود "الحاريديون" كان يسيطر عليهم في الماضي شعور بالخوف من الحصول على أموال وتبرعات من المسيحيين، خشية أن يكون الدافع الحقيقي وراء ذلك، هو رغبتهم في تنصير اليهود وتركهم لديانتهم، وهو شعور تلاشى تدريجياً بفعل دعم المسيحيين، وفي مقدمتهم الإنجيليين للأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية.
معهد الدراسات الأمريكي، أكد أن دعم إسرائيل أصبح تيارًا سائدًا، لدي المسيحيين الإنجيليين، حيث دشنت في القدس "السفارة المسيحية العالمية" عام 1980، ومن ثم قامت بفتح مكاتب تمثيل لها في 85 دولة حول العالم، بضمنها ثمانية في دول ذات أغلبية مسلمة، إضافة إلى مكتب في كوبا. موضحًا أن المسؤولية الأساسية لهذه السفارة هي تنظيم قدوم آلاف الحجاج إلى القدس سنوياً، ناهيك عن تمويلها برامج إنسانية مختلفة في إسرائيل، تخدم بشكل خاص استقرار المهاجرين هناك.
"مسيحيون أصدقاء إسرائيل"، أهم وأبرز المنظمات الإنجيلية التي تدعم إسرائيل، يقع مكتبها الرئيسي في القدس، وتعمل على جمع تبرعات لتوفير المساعدات المالية لليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل من دول العالم، إضافة إلى تزويد الجيش الإسرائيلي بمعدات حربية.
المنظمات المسيحية التي تدعم إسرائيل توجه تبرعاتها إلى تعزيز الأمن الإسرائيلي بالأساس، ناهيك طبعًا عن تشجيع هجرة اليهود إلى هناك، وتدعيم حركات الاستيطان، حيث يمنحون أولوية كبرى لتعزيز ما أسموه "أرض إسرائيل الكبرى".
معهد دراسات "بي.إي.دبليو" الأمريكي، أكد أن إجمالي المبالغ السنوية لتبرعات الإنجيليين التي تصل إلى إسرائيل، تترواح بين 175 و200 مليون دولار. موضحًا أن "صندوق الصداقة" هو المسؤول عن جمع الجزء الأكبر من هذه التبرعات. فيما يصل إجمالي التبرعات التي تحصل عليها إسرائيل سنوياً، ثلاثة مليارات دولار في حال إضافة تبرعات اليهود إليها حاصل جمعها.