نفذت الشرطة الاندونيسية الجمعة عمليات دهم فى أنحاء عدة من البلاد الجمعة، غداة اعتداءات فى وسط جاكرتا، فيما حدد المحققون هوية أربعة من خمسة مهاجمين يشتبه بانتمائهم إلى مجموعة على صلة بتنظيم داعش الذى تبنى الهجمات.
ونفذ خمسة اشخاص الإعتداءات بواسطة متفجرات وأسلحة نارية فنشروا الفوضى على مدى ساعات فى حى ثامرين بوسط جاكرتا حيث مراكز تجارية وناطحات سحاب ومكاتب عدد من وكالات الأمم المتحدة والسفارات ولاسيما السفارة الفرنسية.
وقتل مدنيان فى الإعتداءات فضلا عن المهاجمين الخمسة وبعضهم من الانتحاريين.
وتم التعرف إلى أربعة من المهاجمين، على ما أعلنت الشرطة. وأعلنت العثور على أدلة تثبت ارتباط المهاجمين بتنظيم داعش خلال دهم منزل أحد المشتبه بهم، من غير أن يكشف أى تفاصيل أخرى.
من جهته، أعلن مدير الشرطة الوطنية بدر الدين هايتى إن المداهمات التى نفذتها الشرطة فى جاكرتا ومناطق أخرى من البلاد أدت فى الوقت نفسه إلى ضبط "كتب وملصقات" مرتبطة بتنظيم داعش.
وأضاف أن المهاجمين الخمسة هم "على الأرجح أدوات فقط"، مشيرا إلى أن الهجمات ربما كانت من تخطيط خلية أكبر تضم أعضاء آخرين ما زالوا طلقاء.
وقال هايتى "لقد أرسلنا فرقا إلى مدن عدة للقيام بعمليات ضد أهداف حددناها".
وأشارت وسائل إعلام إلى أن الشرطة لم تؤكد حتى الآن أى عملية اعتقال تتعلق بالاعتداءات.
وبالإضافة الى مقتل كندى واندونيسي، جرح 24 شخصا بينهم ثلاثة أجانب وستة من الشرطة.
ووضعت قوات الأمن فى حال الإنذار فى جميع انحاء الارخبيل الواقع فى جنوب شرق اسيا، غداة أول اعتداءات تشهدها اندونيسيا منذ أكثر من ست سنوات.
وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية انتون شارليان ان "الشرطة الوطنية فى اعلى مستوى من الانذار، وخصوصا فى المناطق التى تعتبر بمثابة اهداف لاعمال ارهابية، مثل مراكز الشرطة والمبانى العامة والسفارات، وذلك بدعم من الجيش".
ولم يوضح دور الجيش غير ان صحافيين من وكالة أ ف ب رأوا قافلة من عدة آليات عسكرية تنقل جنودا مدججين بالسلاح تعبر وسط جاكرتا، فيما تجوب الشوارع دوريات من الشرطة يرتدى أفرادها سترات واقية من الرصاص.
وكانت الية للشرطة وستة عناصر يتمركزون أمام مبنى السفارة الفرنسية القريب من مركز "سارينا" التجارى ومقهى "ستارباكس" اللذين استهدفا فى اعتداءات الخميس.
-الاشتباه باندونيسى يقاتل فى سوريا-
وتشتبه الشرطة بضلوع اسلامى اندونيسى يعرف باسم بحر النعيم فى التخطيط للاعتداءات واوضحت الشرطة ان بحر النعيم الذى يعتقد انه فى سوريا هو من مؤسسى "كتيبة نوسانتارا"، وهى مجموعة مقاتلين من جنوب شرق اسيا تقاتل فى صفوف تنظيم الدولة الاسلامية فى سوريا.
وكان عناصر هذه المجموعة التى تضم ايضا ناشطين من ماليزيا يقاتلون فى سوريا والعراق، هددوا قبل اكثر من عام بشن هجمات فى بلدانهم، على ما ذكر خبراء.
وتبنى تنظيم داعش اعتداءات جاكرتا متحدثا عن عملية "نوعية" قامت بها "مفرزة من جنود الخلافة فى اندونيسيا مستهدفة تجمعا لرعايا التحالف الصليبى (...) عبر زرع عدد من العبوات الموقوتة التى تزامن انفجارها مع هجوم لاربعة من جنود الخلافة بالاسلحة الخفيفة والاحزمة الناسفة".
وأكدت الشرطة ان منفذى الاعتداءات "اتبعوا نموذج اعتداءات باريس" حيث قام انتحاريون من تنظيم الدولة الاسلامية بشن عمليات متزامنة اوقعت 130 قتيلا فى 13 تشرين الثاني/نوفمبر.
وشهدت اندونيسيا اعتداءات فى منتجع بالى فى العام 2002 اوقعت 202 قتيل وحملت الدولة المسلمة الأكبر عددا فى العالم على شن "حرب على الإرهاب" غير انها لم تتعرض بعدها لاى اعتداءات على نطاق واسع باستثناء فى يوليو 2009 عندما قتل تسعة اشخاص فى اعتداءات استهدفت فنادق فاخرة فى العاصمة.