قتل الكاتب الصحفي الأردني "ناهض حتر" اليوم الأحد، رميًا بالرصاص، أثناء وجوده أمام قصر العدل، وسط العاصمة عمان، فيما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الفاعل.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "بترا" عن مصدر أمني "قتل الكاتب الأردني ناهض حتر أمام قصر العدل، اليوم الأحد، إثر تعرضه لإطلاق نار وإصابته بثلاث رصاصات، وتم القبض على المجرم والتحقيقات جارية".
وكان حتر ينتمى الى الديانة المسيحية وعند توجهه لحضور جلسة محاكمته بتهمة الإساءة للذات الإلهية، بعد نشره رسما كاريكاتوريا على صفحته الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" منذ يومين ينتقد فيها داعش والأخوان المسلمين، بحسب موكله، ممّا أثار غضب الشارع الاردني وتقدم عدد من المحامين بإخبارات ضده.
و دافع عن نفسه نافيا ان يكون اساء للذات الالهية، لافتا الى ان الكاريكاتور الذي أعاد نشره يسخر من الإرهابيين ومن مفهومهم للرب والجنّة.
من جهته، أدان نقيب الصحفيين الأردنيين طارق المومني، الحادثة قائلا "ندين هذا العمل بأقسى العبارات، ونعتبره تطاولًا على القانون وخروجًا عليه، ولا يجوز أن يؤدي الخلاف في الفكر إلى هذه النتيجة.
وسبق أن أفرجت السلطات الأردنية عن "حتر" بكفالة مالية في 8 سبتمبر الجاري، بعد أن قرر مدعي عام عمان الأول، في 13 أغسطس الماضي إيقافه، وإسناد اتهام "إثارة النعرات المذهبية والعنصرية"، على خلفية "نشره رسمًا مسيئًا للذات الإلهية عبر صفحته على فيسبوك".
وأسند قاضي المحكمة إلى حتر، "جرم نشر ما هو مطبوع أو مخطوط أو صورة أو رسم من شأنه أن يؤدي إلى إهانة الشعور والمعتقد الديني، وفقاً لأحكام المادة 278 من قانون العقوبات، وبذات المادة 15 من قانون الجرائم الإلكترونية".
وبعد يوم من التوقيف، قرر مدعي عام عمان حظر النشر بقضية "حتر"، مشددًا على أن النيابة العامة ستقوم بملاحقة كل من يقوم بخرق القرار بنشر أخبار أو معلومات حول الواقعة، سواءً عبر المواقع الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة أخرى من وسائل النشر وذلك لاستكمال إجراءات التحقيق وحفاظاً على سريته.
ولد الكاتب والصحافي والناشط السياسي الأردني ناهض حتر في الأردن عام 1960، وهو خريج الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة، ويحمل ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر، ويعتبر عراب الحركة الوطنية الأردنية في العقد الأول من القرن الحاليسجن مرات عدة أطولها في الأعوام77 و79 و96 تعرض لمحاولة اغتيال سنة 98 أدت به إلى اجراء سلسلة من العمليات الجراحية، اضطر على اثرها الى مغادرة بلاده قادما الى لبنان عام 1998 ثم عاد بعدها الى عمان، حتى تاريخ اغتياله اليوم على مدخل قصر العدل في عمان في الأردن.
وله عدة اسهامات فكرية في نقد الإسلام السياسي، والفكر القومي والتجربة الماركسية العربية، اما اسهامه الأساسي ففي دراسة التكوين الاجتماعي الأردني. يذكر ان حتر كان يكتب في صحيفة "الأخبار" اللبنانية.