قالت صحيفة نيويورك إن العالم أصبح الآن أكثر أمانا لفضل الاتفاق النووى مع إيران، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن هناك تحديات صعبة قادمة، فإن المساعى الدبلوماسية للرئيس الأمريكى باراك أوباما مع طهران بشأن التهديد النووى دفعت الأمر بعيدا.
وأضافت الصحيفة الأمريكية فى افتتاحيتها، الاثنين، أن تلك اللحظة التى اعتقد الكثيرون أنها لن تأتى، تحققت بالتزام إيران بتعهدها بموجب الاتفاق التاريخى الذى وقعته مع القوى الدولية بقيادة واشنطن فى يوليو 2015، لتقويض أخطر عنصر فى برنامجها النووى، ليصبح العالم الآن أكثر آمنا.
وتأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السبت، من أن إيران نقلت حوالى 8.5 طن من اليورانيوم المخصب إلى روسيا، لذا فلم يعد هناك الوقود الذى يمكنها استخدامه فى صنع القنابل الذرية، بالإضافة إلى تعطيل عمل أكثر من 12 ألف جهاز طرد مركزى وقامت بصب الأسمنت فى قلب مفاعل آراك الذى تم بناؤه لإنتاج البلوتونيوم.
وأشاد الرئيس أوباما بدخول الاتفاق النووى حيز التنفيذ، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى ضمان أن إيران لن تبنى قنبلة ذرية، فإن الشراكة مع طهران تخلق نافذة لحل القضايا المهمة العالقة.
وأشار أوباما إلى أن أهم ما فى الأمر أنه تم تحقيق هذا التقدم التاريخى عبر الدبلوماسية ودون اللجوء لحرب أخرى فى الشرق الأوسط.
ومع ذلك، تشير نيويورك تايمز، إلى أنه لا تزال هناك تحديات باقية، بما فى ذلك ضمان أن الاتفاق يلتزم تماما بالالتزامات بين الولايات المتحدة وروسيا والصين وأوروبا، فالغش سيكون أصعب كثيرا، بالنظر إلى أن إيران ستكون خاضعة باستمرار لرقابة وتفتيش من وكالة الطاقة الذرية، وحتى إذا حاول الإيرانيون إنتاج وقود نووى يكفى لصنع قنبلة نووية، فسيستغرق الأمر أكثر من عام، بينما قبل الاتفاق كان يستغرق الأمر شهرين.
وترى الصحيفة أن الاتفاق هو دليل على الدبلوماسية الصبورة وبصيرة الرئيس أوباما بشأن مواصلة الحل التفاوضى فى مواجهة التهديد النووى، على الرغم من المحاولات الدؤوية من خصومة السياسيين لتخريب المبادرة، فبعد أكثر من 30 عاما من العداء بين البلدين، ذهب الرئيس الإيرانى حسن روحانى ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، الذين تولوا مناصبهم فى 2013، لتنفيذ الاتفاق النووى بتوجه عملى وبناء.
وأشارت الافتتاحية إلى أن ما أسفر عنه الاتفاق هذا الأسبوع على صعيد العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تم إطلاق سراح 10 من البحارة الأمريكيين الذين اعتقلتهم السلطات الإيرانية، الأسبوع الماضى، بعد انحراف مركبهم خطأ للمياه الإيرانية، وكذلك الإفراج عن عدد من السجناء الأمريكيين لدى إيران بينهم الصحفى جيسون ريزانى والقس سعيد عبدينى، فى مقابل سبعة إيرانيين اعتقلهم الولايات المتحدة قبلا.
ويرى منتقدو إيران أن فى مقابل ذلك، فإن البلاد سوف تحصل إلى 100 مليار دولار من أرصدتها المجمدة فى البنوك العالمية، فضلا عن رفع العقوبات الاقتصادية التى كانت مفروضة عليها سوف يسمح لها بالاندماج فى الاقتصاد الدولى.
ويخشى المنتقدون أن تستخدم إيران هذه الأموال فى زعزعة استقرار المنطقة، لكن ترى نيويورك تايمز فى افتتاحيتها أن الرئيس روحانى سوف يتجه لإنفاق الأموال على العديد من الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية للإيرانيين، فوعوده لتحسين الأوضاع المعيشية سيكون محل اختبار خلال الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن القادة لا يتخلون عن أسلحتهم النووية بلا مقابل، فالصفقة مع إيران كانت ضرورية، ويمكن لها أن تكون مثال لكيفية التعامل مع كوريا الشمالية، التى ربما يكون لديها ما يكفى من الوقود لإنتاج 16 سلاحا نوويا بل إنتاج أكثر من ذلك كثيرا.