منذ حدوث أزمة بين إيران والسعودية وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مطلع يناير الجارى إثر اقتحام متظاهرين إيرانيين السفارة والاعتداء على القنصلية السعودية بمدينة مشهد احتجاجا على إعدام القيادى الشيعى السعودى نمر باقر النمر، قامت تحركات دولية وعربية لاحتواء الأزمة وسارعت العديد من دول المنطقة بالتدخل للوساطة وحل الأزمة بين طهران والرياض لإدراكها خطورة هذا الوضع فى المنطقة الملتهبة والملفات الشائكة فى الشرق الأوسط، وأبدت كلا من روسيا وتركيا والعراق وعمان رغبتها للعب دور الوسيط، لكن سبقت كل هذه المساعى إسلام آباد وسافر رئيس الوزراء الباكستانى نواز شريف إلى السعودية وإيران للوساطة.
وساطة باكستانية يقودها نواز شريف
تصعيد التوتر الأخير بين المملكة السعودية وإيران أقلق إسلام آباد التى حاولت الوقوف على مسافة واحدة من طهران والرياض منذ بداية الأزمة بين الطرفين، ويقود نواز شريف وفدا بصحبة الجنرال رحيل شريف وزير الدفاع اليوم الاثنين إلى السعودية، وغدا الثلاثاء إلى إيران لتهدئة التوتر بين هذين البلدين، يلتقى خلالها فى الرياض العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفى طهران سيعقد محادثات مع الرئيس حسن روحانى ومسئولين بارزين آخرين فى ضوء محادثاتهما فى الرياض حيث سيلتقى اسحاق جهانجيرى النائب الأول للرئيس. وقال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية قاضى خليل الله أن تسوية سلمية للخلافات تصب فى صالح الأمة الإسلامية.
ويحاول باكستان تطويق التوترات بين البلدين الذى انعكس عليها فى الداخل نظرا للتنوع المذهبى داخل المجتمع الباكستانى الذى تفاعل بدوره مع قضية إعدام النمر، حيث شهدت مدن باكستانية مظاهرات مؤيدة للخطوة السعودية وأخرى شيعية مؤيدة لإيران.
الجانب الإيرانى أكد أن هدف الزيارة يتعلق بقضية السعودية على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية جابر أنصارى. لكن السعودية نرغب من إيران اثبات حسن نواياها عمليا لتحسين العلاقات من خلال وقف تدخّلها فى الشئون الداخلية لجيرانها وتورطها فى أعمال مثيرة للنعرات الطائفية ومهددة للاستقرار فى المنطقة.