يصوت أعضاء مجلس الأمن تصويتا تمهيديا جادا على المرشحين العشرة لمنصب الأمين العام الجديد للأمم المتحدة وذلك باستخدام الأوراق الحمراء الخمسة المخصصة للدول دائمة العضوية والتي تشير إلى أن إستخدامها يعني أن دولة دائمة العضوية على إستعداد لاستخدام الفيتو ضد المرشح المعني.
وعقد أعضاء مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة اليوم الأربعاء للتصويت السري باستخدام الأوراق الحمراء
وكان أعضاء المجلس قد عقدوا خمس جلسات إستطلاعية منذ يونيو الماضي. لكن الاقتراع اليوم سيتضمن أول إشارة واضحة مَن مِن المرشحين قد يواجه الفيتو في التصويت الرسمي.
وأوراق الاقتراع لديها ثلاثة أعمدة تحمل علامة “تشجيع″، أو “عدم تشجيع″ أو “لا رأي”، كما هو الحال من قبل، ولكن الأعضاء الدائمين الخمسة بإمكانهم أن يدلوا بأصواتهم عن طريق البطاقات الحمراء إذا كان أي منهم غير راض عن المرشح. وبناء على نتائج الانتخابات التمهيدية اليوم يجوز للمجلس أن يجري جولة تمهيدية أخرى أو أن يحدد موعدا للتصويت الرسمي على المرشحين.
وقد ظل المرشح البرتغالي، أنطونيو غيتيرس، المفوض السامي السابق لشؤون اللاجئين، متفوقا في الجلسات الاستطلاعية الخمسة السابقة من بين المرشحين التسعة بعد إنسحاب كريستيانا فيغيريس (كوستا ريكا). وقد حصل غوتيريس على 12 صوتا إيجابيا وصوتين سلبيين وصوت واحد “لا رأي” في آخر جلسة تصويت إستطلاعية يوم 26 سبتمبر الماضي.
وقد قامت بلغاريا يوم 28 أيلول الفائت بترشيح السيدة كريستالينا غورغييفا باعتبارها ممثلة للدولة بدل المرشحة الموجودة حاليا وهي إيرنيا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو. وقبل الموافقة على تداول رسالة الترشيح المقدمة من الحكومة البلغارية حول غورغييفا، طلب عدد من أعضاء المجلس – أنغولا وماليزيا وفنزويلا والسنغال- التأكد من أن الحكومة البلغارية قد سحبت تأييدها للمرشحة الأولى بوكوفا وكان رد الحكومة البلغارية بأنها تدعم الآن غورغييفا فقط وهذا يعني إلغاء قرارها السابق بترشيح بوكوفا. وبعد توضيح الحكومة البلغارية وبعد مناقشة قصيرة، وافق أعضاء المجلس على الاحتفاظ باسم بوكوفا أيضا على ورقة الاقتراع.
وكان نظام استخدام الإنتخابات الإستطلاعية لاختيار الأمين العام قد إبتكر لكسر الجمود عام 1981 بين كورت فالدهايم (النمسا) المدعوم من الولايات المتحدة، الذي بعد أن قضى فترتين في منصب الأمين العام اختار الترشح لفترة رئاسة ثالثة غير مسبوقة، وسالم أحمد سالم (تنزانيا) المدعوم من الصين. كما استخدمت أوراق الاقتراع باستخدام اللون الأحمر للتفريق بين الأعضاء الدائمين والمنتخبين لأول مرة عام.
ويحتاج المرشح الحصول على تسعة أصوات إيجابية دون فيتو كي يتأهل للمنصب. ففي عام 1996 حصل بطرس غالي في ترشحه لدورة ثانية على 14 صوتا إيجابيا وكانت ورقة حمراء واحدة أطاحت به وهي صوت مادلين أولبرايت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية.
كانت الجولة الخامسة يوم 26 سبتمبر الماضي آخر الاقتراعات السرية دون تمييز بين صوت لدولة دائمة العضوية أو منتخبة قبل الانتقال إلى تصويت أكثر جدية اليوم تحت رئاسة الاتحاد الروسي الذي يرأس المجلس خلال الشهر القادم. ويستطيع المرشح عند إجراء التصويت السري أن يعرف ما إذا كان هناك “فيتو” أو أكثر من إحدى الدول دائمة العضوية عن طريق مراقبة الأوراق الحمراء من بين مجموعة أوراق الإعتراض على الترشيح.