أكد المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) جوزيه جرازيانو دا سيلفا أن بناء تحالفات قوية بين البرلمانات في جميع أنحاء العالم مهم للغاية لتحقيق التقدم في القضاء على الجوع، مؤكداً على دعم المنظمة المستمر لتعزيز العلاقة بين أعضاء البرلمانات على المستوى العالمي.
وقال جرازيانو دا سيلفا في فعالية خاصة حول دور البرلمانيين في "تحدي القضاء على الجوع" عقد في مقر الفاو: "هدفنا بسيط وهو ضمان أن يكون أمن الغذاء والتغذية في صدارة الأجندة السياسية والتشريعية".
وأشار إلى أن الفاو تكثف تعاونها مع البرلمانيين بسبب المساهمات المهمة التي يقدمونها في مكافحة سوء التغذية والجهود الدولية لتنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 وأكد أنه "يجب اعتبار أمن الغذاء والتغذية قضية عامة ومسؤولية كل دولة".
وقال المدير العام للفاو إن التجربة أثبتت أنه عندما تكون السياسات والبرامج العامة في صلب القانون المناسب، فإن مؤشرات سوء التغذية تتحسن بشكل كبير.
وكمثال على مثل هذه المبادرات التشريعية لفت غرازيانو دا سيلفا الانتباه إلى وضع الملصقات على الأغذية وقال إن من حق الناس الاطلاع على المعلومات الكاملة الخاصة بفوائد ومضار ونوعية الطعام الذي يأكلونه. وأضاف: "يستهلك الناس في العادة كمية من السكر والملح تفوق الكمية الموصى بها. وفي معظم الأحيان لا يعرفون حتى ما الذي يتناولونه لأن الملصقات لا تزودهم بمعلومات سهلة الفهم".
كما أن التخفيف من تأثير التغيرات المناخية والمحافظة على الموارد الطبيعية القيّمة هي من المجالات الأخرى التي يمكن للقوانين أن تساعد من خلالها في التقدم نحو زراعة أكثر استدامة.
وفي كلمة رئيسية في الفعالية قالت أمل عبد الله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة: "نحن كبرلمانيين يجب أن نتحمل مسؤولية خاصة وهي مسؤولية العمل مع الحكومات والدول للحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان الأمن الغذائي"، مؤكدة على أهمية مشاركة المواطنين في الجهود المشتركة للحفاظ على الموارد، وهو أمر مهم بشكل خاص في الإمارات العربية المتحدة التي تندر فيها المياه والأراضي الصالحة للزراعة.
ودعت القبيسي البرلمانيين إلى تبني أحكام قانونية تضمن اشتمال دساتير الدول على الحق في الغذاء، وإلى تخصيص ميزانيات خاصة لتحقيق كل هدف من أهداف التنمية المستدامة، خاصة هدف القضاء على الجوع الذي قالت أنه "أسمى إنجاز يمكن أن نسعى إلى تحقيقه".
وأكد غرازيانو دا سيلفا على أن الإرادة السياسية لا تزال العامل الذي يحدد التقدم الحقيقي بشأن الجوع وسوء التغذية. وأشار إلى النجاح الذي لا يضاهى الذي تحقق في امريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، مذكراً الحضور بأن معظم التقدم الذي تحقق في المنطقة كان بفضل أعضاء البرلمانات في القارة الذين جعلوا القضاء على الجوع أولوية سياسية.
وأكد غرازيانا دا سيلفا على أهمية تبادل المعلومات والآراء في بناء الإرادة السياسية. وأشار إلى "الجبهة البرلمانية لمكافحة الجوع وسوء التغذية في أمريكا اللاتينية والكاريبي" و"التحالف الأوروبي في مكافحة الجوع" كأمثلة على التعاون والشراكات المصممة لتكثيف الجهود لمكافحة الجوع. وسيتم يوم الخميس إطلاق "التحالف البرلماني الأفريقي من أجل أمن الغذاء والتغذية" الذي ساعدت الفاو في تشكيله.
وقال باولو دي كاسترو عضو البرلمان الاوروبي الذي يرأس تحالف مكافحة الجوع: "لقد حققنا تقدما كبيراً في مكافحة الجوع – ولكن الشوط الأخير سيكون حاسماً".