قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن تنظيم "داعش" دخل فى حالة من الفزع، بعد أربعة أيام من انطلاق معركة تحرير الموصل، مشيرة إلى أن التحركات التى شنها الجيش العراقى كشفت سقوط التنظيم فى فخ الجواسيس، بعد تخابر عناصر من داخل صفوفه مع قوات الأمن العراقية.
ونقلت الصحيفة عن "راشد" بلجيكى الجنسية، وأحد عناصر التنظيم قوله: "إنهم خائفون من الكثير من الأشياء الآن. إنهم خائفون من القصف والهجوم الوشيك وأيضّا خائفون بشدة من الجواسيس الأجانب الذين بينهم"، زاعمًا أن أكثر المخابرات الدولية التى استطاعت التسلل إلى داخل داعش هى المخابرات البريطانية.
وفر راشد، والذى كان ميكانيكيًا قبل حمله السلاح، من داعش إلى الحدود التركية لخشيته مما يلوح فى الأفق للجماعة الإرهابية.
وقالت الصحيفة البريطانية إن راشد واحد من المقاتلين الأجانب الذين يتركون داعش وحدًا تلو الأخر بينما تواجه ضربات متتالية فى الموصل وتنتظر معركة أخرى كبيرة بعد ذلك فى الرقة السورية.
وأشارت الصحيفة إلى راشد يريد أن يغادر مدينة أورفا التركية فى أسرع وقت لأنها أصبحت مرتعًا للمتطرفين ومنهم داعشيون رغم إنها مدينة تركية. وهذب الشاب لحيته وحرق الملابس والكتب التى كان يمتلكها فى سوريا.
وأكدت الصحيفة أنه تم اغتيال "نشطاء وسطيين" فى أوفرا، منهم إبراهيم عبد القادر وفارس حمادى، وكانا أعضاء فى مجموعة "الرقة تذبح بصمت" لإبراز بشاعات داعش فى المدينة السورية، وزعمت داعش فى فيديو صورت فيه قتل الشابين إنهما "تآمرا مع الصليبيين".
وتبع مقتل البريطانى من أصل كويتى محمد الموازى، الذى ذبح الأمريكى جيمس فولى والبريطانيين ديفيد هينز والان هينينجن، فى قصف فى نوفمبر 2015 العديد من الإعدامات فى صفوف داعش بسبب شك التنظيم فى أن موقع الموازى تم تسريبه.
وقال راشد: "كان داعش قد دعا فى وقت من الأوقات إلى انضمام الكثير من الناس، وليس فقط مقاتلين ولكن مدرسون ومهندسون وأطباء لبناء دولتهم، إن كنت تذكر. هم الآن يعتقدون أن عددًا من هؤلاء الجواسيس دخلوا فى هذا الوقت".
وكان من أهم من قتلتهم داعش بدعوى الجاسوسية هو أبو عبيدة المغربى، والذى كان مدير الأمن فى حلب. وهو هولندى من أصل مغربى، ويقال إنه تم ذبحه لتخابره مع المخابرات البريطانية.
وانضم حوالى 27 ألف مقاتل أجنبى لداعش وجبهة النصرة منذ بداية الحرب فى سوريا قبل 5 سنوات، منهم 5 أو 7 آلاف جاءوا من أوروبا، و800 فقط جاءوا من بريطانيا. ومن عادوا إلى بريطانيا هم أقل من 12 شخصًا فى الشهور التسعة الأخيرة.
ويواجه راشد والعائدون الأوروبيون من سوريا السجن فى بلادهم، إلا الدنمارك التى تضمهم لبرنامج إعادة تأهيل.
وقال راشد: "إن الإخوة البريطانيين لا يعودوا لأنهم خائفون من القبض عليهم مثل الآخرين من أوروبا.. ولكن البقاء فى سوريا الآن يعنى التعرض لخطر القتل، إنا بسبب القصف، أو عندما يبدأ الهجوم على الرقة، أو داعش نفسها إذا قررت إنك خائن أو جاسوس".