قالت صحيفة الإكسبريس البريطانية إن الضغوط التى يمارسها الاتحاد الأوروبى على بريطانيا عقب قرارها بالانسحاب منه قد ينقلب عليه إذ يتطلب الأمر بحث المملكة عن شركاء تجاريين من خارج التكتل الأوروبى؛ قد يكونوا من الروس.
ووصفت الصحيفة تعامل الاتحاد الأوروبى مع المملكة والتضييق على العلاقات بينها وبين الدول الأوروبية الأخرى بـ"العقاب"، إذ تعانى بريطانيا عجزًا تجاريًا كبيرًا مع بقية دول الاتحاد الأوروبى ما يعنى أن استيراد بريطانيا لمنتجات الدول الأخرى أكبر من استيرادهم لمنتجاتها.
ولكن إذا استمر الاتحاد فى سياسة الضغط فسيفقد أحد أفضل عملائه بالإشارة إلى بريطانيا، إذ سيتأثر صانعو السيارات الألمانية والمزارعون الفرنسيون مع عزوف المملكة عن استيراد منتجاتهم، على حد قول الصحيفة. لذلك فإن المملكة تحتاج أن تجد لنفسها شركاء جدد لتنمية تجارتها ووضعها الاقتصادى، وفقًا لتصريحات مرشحة برلمانية سابقة.
قالت "هانا ديفيد"، المدير الوطنى لمنتدى سياسة المحافظين، إن موقف المواجهة هذا من المرجح أن يدفع بريطانيا لإعادة النظر بشأن موقفها الدول وأن تدافع عن نفسها كما هو الحال فى دول مثل الصين والولايات المتحدة، معتبرة روسيا هى "الخيار الأفضل" كشريك لبريطانيا للمضى قدمًا.
ومع ذلك، فإن توطيد العلاقات مع روسيا يمكن أن يشكَّل ضغوطًا على العلاقات البريطانية الأمريكية وسط تهديدات موسكو بنشوب حرب نووية وشيكة مع الغرب.
واستطردت "ديفيد" قائلة إن فكرة التقارب بين بريطانيا وروسيا ستكون صادمة فى البداية "ولكننا يجب أن نعلم أن العالم تغير وأن بريطانيا أصبحت وحدها من جديد.. وإذا أصبح الاتحاد الأوروبى معاديًا، فلن يكون أمامنا خيار سوى التواصل مع دول من خارج الاتحاد، مثل روسيا والصين وسويسرا".
وذكرت الصحيفة البريطانية أن الواردات الروسية من بريطانيا قد شهدت ارتفاعًا بنسبة 75% بين عامى 2009 و2012.