دعوات متزايدة داخل ولاية كاليفورنيا الأمريكية، للإنفصال عن الولايات المتحدة الأمريكية، تحت اسم Calexit، ذلك احتجاجا على انتخاب دونالد ترامب رئيسا.
واستلهم الداعون إلى الإنفصال وتأسيس دولتهم الخاصة، اسم الاحتجاجات من Brexit، المصطلح الذى استخدمه السياسيين والإعلام البريطانى فى الإشارة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
الدعوات التى تأتى فى إطار مظاهرات واسعة تجتاح البلاد، تستند إلى أصول تاريخية تتعلق بنشأة ولاية كاليفورنيا قبل ظهور الولايات المتحدة بزمن طويل، فضلا عن أنه ساد على أراضيها نظام الحكم الذاتى حتى عام 1850.
حقائق تاريخية
أصبحت كاليفورنيا مقاطعة مكسيكية منذ استقلال المكسيك عن أسبانيا عام 1821.
بحلول الأربيعينات ومع انتقال العديد من المزارعين والتجار من الشرق، بدأوا التمرد ضد الحكم المكسيكى. وفى عام 1846 أعلنوا الاستقلال رسميا بقيادة جون فيرمونت ورفع علم جمهورية كاليفورنيا.
علم كاليفورنيا
فى نفس العام، وقعت حرب بين الولايات المتحدة والمكسيك وعندما انتهت الحرب عام 1848، أصبحت كاليفورنيا أرض تابعة للولايات المتحدة. وفى 9 سبتمبر 1850، تم رفع الحكم الذاتى وانضمت للقانون الاتحادى.
تعرف كاليفورنيا بأرض الذهب، ففى عام 1848، تم اكتشاف مخزونات الذهب فى كاليفورنيا ومنذ ثم بدأ عشرات الآلاف من الراغبين فى اقتناص الكنز فى الانتقال إلى هناك. فبين عامى 1848 و1855، انتقل ما يزيد عن 300 ألف شخص إلى هناك.
تدفع ولاية كاليفورنيا النسبة الأعلى من الضرائب بين الولايات الأمريكية، حيث تسدد سنويا ضرائب تبلغ 16 مليار دولار وهو ما يتجاوز الميزانية التى يخصصها لها المركز الفيدرالى لتمويل الخدمات الطبية والتعليم وتطوير البنى التحتية.
بحسب موقع ماركت ووتش، فإنه فى حال انفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة فإنها سوف تصبح سادس أكبر اقتصاد فى العالم، متقدمة على فرنسا والهند، وذلك استنادا إلى بيانات صندوق النقد الدولى لعام 2015.
يحظى انفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة بدعم بين العديد من المستثمرين ومن بينهم شيرفن بيشيفار، أحد المستثمرين فى شركة "أوبر"، الذى أحدث عاصمة على موقع "تويتر"، يوم الثلاثاء، معلنا عن بتمويل حملة لتحويل كاليفورنيا إلى بلد مستقل حال فوز ترامب بالرئاسة.
لقيت تويته بيشيفار دعما من غيره من المستثمرين فى الولايات المتحدة بما فى ذلك بين هو، المدير التنفيذى السابق لتشيزبرجر، والمستثمر ديفيد مورين.
يطالب القائمون على حملة الخروج باستفتاء يجرى عام 2019 فى مدن الولاية، تصبح بموجبه كاليفورنيا بلدا مستقلا فى حال كانت نتيجة الاستفتاء إيجابية. وتم إنشاء موقع بعنوان "نعم كاليفورنيا – Yes Calefornia" لجمع التبرعات للحملة.
يمكن للولاية الانفصال قانونيا إذا تم تقديم اقتراع بتعديل ووافق عليه ثلثى مجلس النواب ومجلس الشيوخ. وفى حال إقراره، فإنه سيتم إرساله إلى الهيئة التشريعية لكل ولاية من الولايات الخمسين، ليتم النظر فيه ويحتاج إلى الموافقة عليه ما لا يقل عن 38 من الولايات.