أثارت تلميحات حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإنتخابية، بأن استمرار الالتزام الأميركي تجاه حلف شمال الاطلسي سيكون ضمن شروط قلق زعماء اوروبا، في وقت يعزز فيه هذا التكتل قدراته العسكرية بشكل غير مسبوق منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بمواجهة روسيا.
يقول فابيان زوليغ من مركز السياسة الاوروبية، وهو معهد ابحاث في بروكسل، ان "ادارة ترامب ستعزز النزعات الانعزالية في الولايات المتحدة، لافتا الى تراجع قوة واشنطن بسبب المنافسة من دول ناشئة على غرار الصين.
وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ "في مواجهة بيئة جديدة صعبة امنيا تبقى قيادة الولايات المتحدة اكثر اهمية من اي وقت مضى".
من جهته، سارع رئيس بولندا اندريه دودا الى التذكير بوعود الولايات المتحدة بارسال مزيد من القوات الى بلاده لتعزيز الجبهة الشرقية لحلف شمال الاطلسي.
وبعيدا عن الالتزامات داخل حلف شمال الاطلسي، اعتبر دونالد توسك رئيس المجلس الاوروبي ان واشنطن "ليس لديها بكل بساطة اي خيار آخر" سوى مواصلة التعاون بشكل وثيق مع اوروبا.
واضاف توسك وهو رئيس وزراء بولندي سابق "لا اعتقد ان بامكان اي بلد يزعم بانه قوي البقاء معزولا" في اشارة الى شعار ترامب الانتخابي "استعادة اميركا عظمتها".
بدورها، شددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديركا موغيريني على مسؤولية الاتحاد الاوروبي لان يكون "قوة عظمى تؤمن بالتعددية".
ويقول ايان ليسر من معهد صندوق مارشال الالماني في بروكسل ان الرئيس الاميركي الـ45 "ليس انعزاليا لكن السياسة الخارجية بالنسبة اليه تبدا بالامن الداخلي ويتم تطويرها وفقا لذلك".
والمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى ذلك الاربعاء قائلا "نحن مستعدون للقيام بكل شيء لكي تتطور العلاقات الروسية الاميركية بشكل مستقر ما سيترك تأثيرا ايجابيا في العالم".
وكان رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر اعلن مساء الاربعاء في برلين ان "الولايات المتحدة لن تتولى الاهتمام بامننا، انها مسؤولية اوروبا. نحن بحاجة الى اتحاد امني".