كشفت صحيفة "ميديا بار" الفرنسية، فى تقرير لها اليوم، قيام وسيط ليبى بنقل 5 مليون يورو لتمويل حملة الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى، فى انتخابات الرئاسة التى جرت عام 2007.
وأشارت الصحيفة فى تقريرها إلى أن هناك محاولات مكثفة فى فرنسا لفتح التحقيق فى تلك القضية، خاصة أن ساركوزى يعتزم خوض الانتخابات المقررة العام المقبل، على أمل الإطاحة بالرئيس الحالى فرانسوا هولاند بعد اقتراب ولايته الأولى على الانتهاء.
وقال موقع "ميديا بار" إن رجل الأعمال الذى نقل الأموال من نظام معمر القذافى إلى ساركوزى، يدعى زياد تقى الدين، مشيرا إلى أنه يحمل الجنسية الفرنسية، وأعلن فى لقاء مصور أنه قام بتسليم ثلاث حقائب مملوءة بأوراق نقدية من الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى إلى الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى وأحد مساعديه، كمساهمة فى تمويل حملته الانتخابية الضخمة التى دشنها فى 2007.
وأوضح زياد تقى الدين أنه نقل خمسة ملايين يورو فى تمويل غير مشروع من عبد الله السنوسى رئيس جهاز مخابرات القذافى السابق إلى ساركوزى ومدير حملته كلود جيان، وأشار إلى أنه سلم القضاة فى فرنسا، شهادة خطية منه فى 12 نوفمبر، يذكر فيها تفاصيل نقل الأموال النقدية، بين عامى 2006 و2007، ولقاءاته مع جيان وساركوزى، وأقر إنه ارتكب هذا الخطأ بالفعل "المساهمة فى تمويلات غير مشروعة".
وأكد زياد تقى الدين فى لقاءه أنه مر من المطار فى نوفمبر 2006 بشكل طبيعى للغاية مثل باقى المسافرين، ولم يتعرض لأى مساءلة من رجال الأمن والجمارك، وإنه حين خرج من المطار اتصل بمدير مكتب ساركوزى كلود جيان الذى أعطاه موعد على الفور والتقيا بالفعل فى مبنى وزارة الداخلية حيث تم عملية تسليم بعض الأموال ثم غادر مقر الداخلية، التى كان ساركوزى وزيرها فى ذلك الحين.
وتابع تقى الدين: "عدت بعد مرور بعض الوقت إلى ليبيا والتقيت عبد الله السنوسى الذى سلمنى يدا بيد حقيبة ثانية مماثلة للحقيبة الأولى، كانت تحتوى على مليونى يورو تقريبا، وبعد استلام الحقيبة توجهت إلى فرنسا مرة أخرى واتصلت بمدير مكتب ساركوزى الذى كان يتابع الأوضاع معى باستمرار عن طريق الهاتف، والتقيه من جديد فى مكتب جيان وسلمته الحقيبة من دون أن يقوم الأخير بفحصها، وهذه المرة رأيت ساركوزى الذى وجه لى التحية وقال إن اللقاء المقبل لابد أن يكون بيننا ودعانى إلى مكتبه".
واستطرد رجل الأعمال الليبى: "فى المرة الثالثة كان اللقاء مع ساركوزى مباشرة بالفعل، إلا أنه لم يستمر أكثر من 3 أو 4 دقائق".
وفى نهاية الحديث سئل لماذ قرر الإفصاح حاليا وبعد مرور نحو 10 سنوات تقريبا، فقال زياد تقى الدين إنه لابد أن يصبح الشعب الفرنسى واعى تماما لما سوف يكون أمامه فى الانتخابات الرئاسية، ولابد أن يعلمون مدى العار الذى يسببه ساركوزى لفرنسا، إنه أسوء مثال فى العالم، وحتى رجال المافيا أشرف منه واكثر احتراما عنه، وأن الأمر حاليا مختلف تماما من حيث الأوضاع فى ليبيا وفرنسا، على الرغم من كونهما شريكين قويين فى مجال تبادل المعلومات وبعض المجالات الأمنية.
وأشار إنه تحدث أيضا لأنه سوف يخضع أمام القضاء أجل أم عاجل وفقا لما يحاول ساركوزى إقامته وهو رفع دعاوى ضده، فأكد أن هناك المزيد من الكوارث الذى سوف يفصح عنها أمام القضاء فى حال خضوعه أمامه.