نشرت صحيفة الإيكونمست البريطانية تقريرا اليوم السبت يرصد الاحتمالات التى تنتظر اتفاقية لوزان التى عقدت بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبين الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبى فى شهر أبريل من العام الماضى، بعد انتخاب "دونالد ترامب" رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وبرأته الصحيفة من تصريحه بنيته إلغاء الاتفاقية.
وقال تقرير الصحيفة البريطانية أنه من الصعب معرفة القرار الذى سيتخذه "ترامب" حول اتفاقية لوزان، فتصريحاته حول الاتفاقية كانت مختلفة عن باقى مرشحى الحزب الجمهورى فى الانتخابات التمهيدية، فقد أعلن بعضهم أنه سوف ينهى الاتفاقية فور توليه منصب رئيس الولايات المتحدة، فى حين أن "ترامب" لم يدل بذلك التصريح المباشر، لكنه واظب على انتقاد الاتفاقية واصفا إياها بالصفقة الأسوأ فى تاريخ الولايات المتحدة السياسى.
ويرى المحللون أن "ترامب" قد يميل إلى إعادة التفاوض حول بعض بنود الاتفاقية، دون أن ينهيها بشكل فورى، وقد يستخدم لتنفيذ ذلك بعض النفوذ المتمثل على سبيل المثال فى حقيقة أن قرار رفع العقوبات عن إيران يتطلب تجديد عبر مذكرة من رئاسة أمريكا كل 120 أو 180 يوما.
ويقول التقرير نقلا عن المسؤول السابق فى وزارة الخارجية الأمريكية "روبرت أينهورن" أن بقاء الاتفاقية سيعتمد بشكل كبير على الشخص الذى سيتولى حقيبة الخارجية فى إدارة "ترامب"، مشيرا إلى أن الشخصيات المرشحة حاليا وهم "جون بولتون" و"رودى جوليانى" و"نويت جينجريتش" و"بوب كروكر"، يبدون استعدادا لإلغاء الصفقة عدا "كروكر".
ويرى التقرير أن إنهاء الصفقة لن يكن أمرا سهلا، فعلى "ترامب" الحصول على موافقة كل من الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا ألمانيا والاتحاد الأوروبى، وكل تلك الأطراف لن تقدم على إنهاء الصفقة نظرا لأن الجمهورية الإسلامية لم ترتكب أى خرق ضد بنود الاتفاقية، كما أن هناك أطراف أوروبية وروسية وصينية عدة ترغب فى مد سبل الاستثمار داخل إيران.
ولفت التقرير إلى أن الدوائر المتشددة فى إيران سترحب بإنهاء الصفقة لتطلعهم إلى امتلاك سلاح نووى، واستغلال حالة العداء مع أمريكا لكسب أرضية سياسية داخل المجتمع الإيرانى.