قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن اغتيال السفير الروسى على يد ضابط شرطة تركى فى تركيا يخلق أزمة لرئيسها رجب طيب أردوغان.
وأشارت الصحيفة فى تحليل لها عن تداعيات حادث اغتيال أندرى كارلوف، على يد ضابط شرطة تركى، أثناء مشاركته فى معرض فنى بأنقرة، إلى أنه برغم تصريحات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بأن الحادث لن يؤثر على الدفء فى العلاقات بين موسكو وأنقرة، وبرغم أن البعض حذر من المخاوف القلقة من احتمال انهيار فى الروابط بين البلدين، إلا أن أردوغان لا يزال يواجه ورطة جيوسياسية محرجة، موضحة أن علاقات تركيا مع الغرب فى أدنى مستوى لها، حيث أدانت الكثير من الحكومات حملة أردوغان على المعارضين عقب محاولة الانقلاب فى الصيف الماضى، وسيكون مضطرا لتقديم تنازلات لروسيا بعد مقتل سفيرها.
ويقول هنرى باركرى، مدير برنامج الشرق الأوسط فى معهد ودرو ويلسون فى واشنطن، إن هذا الحادث لم يكن ليأتى فى وقت أسوأ لأردوغان، الذى كان يتفاوض مع بوتين بحذر بشأن سوريا، وفى الوقت الذى توترت فيه علاقته بالولايات المتحدة وأوروبا، كان إعادة التقارب مع روسيا شيئا يحتاجه الرئيس التركى.
وأضاف باركرى: "ويجد أردوغان أن موقفه الآن مع الروس أضعف من ذى قبل، وأصبح متأكدا أن بوتين سيسعى لتحقيق كل ما يمكنه خلف الأبواب المغلقة، بينما يتحدث علنا عن العلاقات التى لن تتغير، والشىء الوحيد الذى سيتم تحديده هو الثمن الذى سيضطر أردوغان لدفعه".
يذكر أن أردوغان قال فى بيان أمس، الاثنين، إنه فى اتصال هاتفى مع بوتين، وافق كلاهما على تعزيز مزيد من التعاون بينهما لاسيما فى المعركة الدولية على الإرهاب فى الأيام القادمة.
وتقول واشنطن بوست إن ما يعنيه هذا يظل غير واضح، فالمسئولون الأتراك وبينهم وزير الخارجية كان من المقرر أن يزوروا موسكو اليوم فى محادثات مع نظرائهم الروس والإيرانيين عن سوريا، ويعد هذا المؤشر الأحدث على أن تركيا ربما ستسمح لحلفاء الأسد فى موسكو وطهران بتشكيل مستقبل سوريا.
وعلق سليم رزاق، الباحث فى مؤسسة القرن الأمريكية، قائلا إن لعبة تركيا فى سوريا قد انتهت.