حذرت مجلة فورين بوليسى الأمريكية من أن المضى قدما فى خطة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب لنقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس المحتلة، يهدد باندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، واصفة تلك الفكرة بأنها مروعة لإسرائيل وفلسطين وللشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة إنه من بين كثير من الطرق التى تنذر بالخطر فى انقلاب ترامب على السياسة الخارجية التقليدية للولايات المتحدة، واحدا من تعهداته الأكثر إثارة للخوف والقلق بنقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس. وقد قطع مرشحون آخرون نفس الوعد، مثل بيل كلينتون وجورج دبليو بوش، وقالوا إنه بمجرد تنصيبهم، سيقومون بنقل السفارة.
لكن ترامب يبدو أقل ميلا منهما للتراجع عن هذه الفكرة. وهو ما نحن بانتظاره الآن سيكون خطأ هائلا، ليس فقط للفلسطينيين ولكن لسمعة أمريكا وموقفها الدبلوماسى، وأيضا للأمن القومى الإسرائيلى.
وتتابع الصحيفة قائلة إن إصرار ترامب على إعطاء انطباع أنه ينوى حقا نقل السفارة بمجرد توليه الحكم، يبدو جزءا من تحول أكبر تستعد إدارته للقيام به نحو اليمين المتطرف فى إسرائيل. وهو التحول الذى يشير إليه اختياره لديفيد فريدمان، المؤيد للاستيطان والمعروف بمواقفه المتشددة، سفيرا لواشنطن فى إسرائيل. واعتبرت الصحيفة أن هذا التعين خطوة مقلقة بما يكفى، على افتراض موافقة مجلس الشيوخ عليه.
وقالت فورين بوليسى إنه سيكون من الصعب التنبؤ برد الفلسطينيين على هذا الوضع، لكن هناك احتمال كبير بانفجار الغضب وربما العنف، لأن القدس هى القضية الأكثر حساسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين مثلما ظهر فى اندلاع الانتفاضة الثانية ومواقف أخرى. ولو رأى الفلسطينيون أن مستقبل المدينة التى يعتبرونها عاصمة دولتهم المستقبلية تعرقله بالسياسة الأمريكية فإن الرد الغاضب والعنيف فى شكل انتفاضة عفوية أو حتى منظمة ربما يكون لا مفر منه، وإن لم يكن وشيكا.