سلَّطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء حول الانقسامات داخل الحزب الجمهورى حول كيفية التعامل مع روسيا على خلفية القرصنة الإلكترونية الروسية المزعومة خلال الانتخابات الرئاسية التى أجريت العام الماضى.
وقد علت الأصوات المعارضة داخل الحزب ضد نية الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب لنقض قرارات الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته باراك أوباما بما فيها العقوبات التى فرضها على روسيا، وكان أوباما قد أعلن مؤخرًا طرد 35 روسيًا، بينهم دبلوماسيين، لاتهامهم بالتجسس على واشنطن.
وطرحت الصحيفة تساؤلا مهما عن حجم الخطر الذى تشكله روسيا برئاسة فلاديمير بوتين على الولايات المتحدة الأمريكية.
وفى ذلك السياق استعرضت الصحيفة آراء المعارضين بقيادة السناتور "جون ماكين" الذين يعتقدون أن بوتين يمثل تهديدًا خطيرًا للولايات المتحدة عن طريق تقويض القيم الديمقراطية، ضاربًا بعرض الحائط قواعد النظام الدولى والنفوذ الأمريكى بجميع أنحاء العالم.
وكان السناتور "ماكين" قد دعا إلى جلسة يوم الخميس الماضى بمجلس الشيوخ لمناقشة التهديدات الالكترونية الأجنبية لأمريكا، مشجعًا على تشديد العقوبات على روسيا.
أما المعسكر الآخر، الذى يعد مستشار ترامب للأمن القومى الجنرال مايكل فلين أبرز رواده، فيرى روسيا حليفًا ضروريًا لأمريكا فى الصراع العالمى ضد التطرف الإسلامى وشريك محتمل بشكل كبير.
وتصف الصحيفة هذه المجموعة بأنها تتفق مع غالبية الجمهوريين فيما يخص إبرام اتفاقات مع روسيا، إذا كانت ستعود بالنفع على الولايات المتحدة، وعدم جعل الديمقراطية وحقوق الإنسان كأولويات السياسة الخارجية لأمريكا.
أما عن الديمقراطيين فهم يؤيدون إلى حد كبير معسكر "ماكين"، كما قاموا بانتقاد ترامب لقربه الشديد من الرئيس بوتين، على حد قول الصحيفة.
ومن جانبه أعرب ترامب خلال الأيام الأخيرة عن اعتراضه على ما كشفته أجهزة المخابرات الأمريكية من تورط روسيا فى القرصنة الإلكترونية على نظام الانتخابات الأمريكية لمساعدته على الفوز، كما وعد الرئيس المنتخب بأنه سيعلن عن المزيد من المعلومات حول حقيقة أزمة القرصنة، زاعمًا أنه يعلم الكثير مما لا يعلمه الآخرين بهذا الشأن.
وفى الوقت نفسه يستعد أعضاء مجلس الشيوخ لعقد جلسات استماع للرئيس التنفيذى السابق لشركة أسكون موبيل "ريكس تيلرسون" والمرشح لمنصب وزير الخارجية، إذ يعتزم الأعضاء سؤاله حول خطته للتعامل مع الكرملين.