أبدى رجل الأعمال والملياردير الأمريكى جورج سوروس قدرا كبيرا من التشاؤم فى حواره مع صحيفة بلومبرج الأمريكية على هامش منتدى دافوس، فوصف الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب بأنه مشروع ديكتاتور، وزعم أن البريطانيين يعيشون حالة من الإنكار بخصوص تأثير خروج لندن من الاتحاد الأوروبى على اقتصادهم، مبديا قلقه من وقوع أوروبا تحت الهيمنة الروسية.
ووصف سوروس، الذى ينتمى لأسرة يهودية وأنفق الملايين على حملة هيلارى كلينتون الخاسرة، دونالد ترامب بأنه "نصاب ومحتال"، إلا أنه أكد أن الدستور والمؤسسات الأمريكية "قوية بما يكفى" لمنعه من أن يكون ديكتاتور، مشيرا إلى أن الكونجرس سينجح فى إجبار الرئيس على الاستقالة إذا كون ائتلاف من الحزبين الديمواقراطى والجمهورى، على حد قوله.
وعلل سوروس ارتفاع أداء البورصة الأمريكية منذ انتخاب ترامب بوعود الأخير بتفكيك القوانين التى تحكم البورصة وتخفيض الضرائب، بيد أنه نوه إلى أن "عدم اليقين فى ذروته"، مما يجعل التنبؤ بتأثير الإدارة الجديدة على الاقتصاد الأمريكى صعبا.
يذكر أن سوروس خسر مليار دولار فى تحول أداء البورصة بعد فوز ترامب، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، إلا أنه قال لبلومبرج أن هذا الأداء لن يستمر.
وزعم سوروس أن ترامب ذاته فوجئ بفوزه "وبدأ فى التفكير جديا فيم سيفعل فقط عندما تم انتخابه".
وأضاف: "أنا مقتنع بأنه سيفشل، ليس بسبب أشخاص مثلى يريدونه أن يفشل، ولكن لأن أفكاره التى توجهه متناقضة بشكل جوهرى، وهذا التناقض يتجسد بالفعل فى مستشاريه".
وتابع: "ستكون هناك مؤسسات مختلفة تحارب بعضها البعض وهذا سينجم عنه نتيجة لا يمكن التنبؤ بها".
أما بالنسبة لأوروبا، فقال سوروس إن الاتحاد الأوروبى تحكمه قوانين غير ملائمة للظروف الحالية، مضيفا: "إذا انهارت أوروبا، فسوف تكون النتائج وخيمة للغاية، ولكننى أرى طريقة لإنقاذها، والعديدون فى بروكسل يدركون هذا كذلك، ولكنهم لا يستطيعون أن يقولوا هذا علنا، بيد أنهم يعلمون أن أوروبا لا تعمل كما يجب".
وقال إن البريطانيين يعيشون حالة من الإنكار بخصوص تأثير خروج لندن من الاتحاد الأوروبى على اقتصادهم، وتوقع عدم بقاء رئيسة الوزراء تيريزا ماى فى السلطة طويلا، واصفا حكومتها بالمنقسمة.
إلا أن سوروس توقع عدم تفسخ القارة الأوروبية لأن الصين تحتاجها كسوق لها، بينما روسيا تريد أوروبا أن تستمر فى الإنتاج لأن نظام الرئيس فلاديمير بوتين يعتمد على المصادر الطبيعية ولا يستطيع أن ينتج، على حد قول سوروس.
بالرغم من هذا، تابع سوروس: "إن الوقوع تحت هيمنة روسيا بحكم بوتين ستدمر وتقوض كل القيم التى تمثلها أوروبا، وهذا ليس أفضل كثيرا، أن تكون أوروبا تحت هيمنة روسيا من أن تتفكك".