قال آخر رئيس للاتحاد السوفييتى، ميخائيل جورباتشوف، فى مقال بمجلة التايم الأمريكية "إن كل شىء يبدو كما لو كان العالم يستعد للحرب"، داعيًا مجلس الأمن لإصدار قرار بحظر الحروب النووية.
وقال جورباتشوف فى مقاله، اليوم الجمعة، إن أخطر المشاكل التى تواجه العالم هى سباق الأسلحة، مشددًا على أن "وقف وعكس هذا السباق المدمر يجب أن يكون على رأس أولوياتنا".
وأشار آخر رؤساء الاتحاد السوفييتى البالغ من العمر 85 عامًا إلى أنه يتم نشر القوات الروسية وقوات الناتو على مسافات قريبة فى أوروبا، وأن العلاقات بين القوى العظمى تسوء يومًا بعد يوم، بينما "يفرك الداعين لتكديس الأسلحة والقائمين على صناعة الأسلحة العسكرية أيديهم".
ورغم مكافحة ميزانيات الدول لسد حاجات مواطنيها الاجتماعية، يرتفع معدل الإنفاق على الجيوش، "ويسهل العثور على المال لأجل أسلحة متطورة تماثل قوتها التدميرية أسلحة الدمار الشامل، ولأجل الغواصات التى تستطيع تدمير نصف قارة بدفعة صواريخ واحدة، ولأجل أنظمة دفاع صاروخية تقوض الاستقرار الاستراتيجى"، على حد قول جورباتشوف.
وأضاف : إن "السياسيون والقادة العسكريون يعبرون عن مبادئ عدائية ودفاعية على نحو متزايد من الخطورة، والمعلقين والشخصيات الإعلامية ينضمون إلى طابور العدوانية، إن كل شىء يبدو كما لو كان العالم يستعد للحرب".
وتابع الرئيس، والذى انهار الاتحاد السوفييتى بعد استقالته بيوم واحد عام 1991 : "علينا الخروج من هذا الموقف. علينا أن نعيد الحوار السياسى الذى يهدف إلى قرارات وإجراءات مشتركة".
وبينما أكد جورباتشوف، وهو من المعارضين للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، على أهمية أن يكون هذا الحوار عن محاربة الإرهاب، إلا أنه قال إن هذا ليس كاف، "فالتركيز الآن يجب أن يكون على منع الحرب والتخلص التدريجى من سباق التسلح، وتخفيض ترسانة الأسلحة".
وقال جورباتشوف : "فى العالم الحديث، لابد من حظر الحروب لأنها ليست الحل لأى من المشاكل العالمية التى تواجهنا، لا الفقر ولا البيئة ولا الهجرة ولا النمو السكانى ولا نقص الموارد".
ودعا مجلس الأمن لعقد اجتماع على مستوى رؤساء الدول واستصدار قرار بأن الحروب النووية "غير مقبولة ويجب ألا تبدأ أبدا".
ونوه إلى أن هذه المبادرة يجب أن تأتى من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وبوتين، وهما الدولتان اللتان تمتلكان 90% من ترسانة العالم النووية، بحسب مقال جورباتشوف.