حذر نائب وزير الخارجية الإيطالى ماريو جيرو من أن بريطانيا والاتحاد الأوروبى بصدد "حرب اقتصادية باردة" بسبب خروج لندن من التكتل الأوروبى، مما قد يضعف القارة بأكملها، وهذا فى حوار له مع صحيفة الجارديان اليوم الاثنين.
وكشف جيرو أنه بينما قالت دول أوروبية عديدة إن خروج بريطانيا يمثل خسارة للاتحاد، تبين وجود متشددين معارضين لبريطانيا داخل الاتحاد الأوروبى.
وقال: "نحن نسمع أكثر وأكثر عن أشخاص ومصالح اقتصادية يعتقدون أنهم يمكن أن يرثوا وضع اقتصادى معين، يعتقدون أنهم يستطيعون أن يأخذوا وضع حى لندن سيتى (المالى). ليست إيطاليا، بالطبع، لأننا لسنا فى هذا الوضع. سوف تكون هذه حرب اقتصادية، دعنا نقول حرب اقتصادية باردة، ونحن لا نؤيدها".
وأوضح جيرو أن المعركة لن تكون بين دول بعينها بالضرورة، بل بين "المصالح الاقتصادية".
وأضاف: "سيكون هذا وصمة عار، الدخول فى مرحلة جديدة من المنافسة القاسية على مجالات الأموال الطائلة التى تشمل الشركات، هذا ضار جدا بالعالم الغربى. نحن لسنا بحاجة إلى هذا النوع من التوترات فى هذا الوقت بما فيه من حديقة جيوسياسية للديناصورات".
وتابع: "علينا أن نتفاوض بصبر وهدوء، وعلينا أن نكون صادقين مع بعضنا البعض، وعلينا كذلك أن نلجأ للمنافسة الشريفة لأنه إن لم نفعل ذلك، وإذا تصرفنا بضغينة وبوازع الانتقام ومشاعر سلبية فسنكون كلنا فى ورطة".
وهددت رئيسة الوزراء تيريزا ماى فى خطاب لها يوم 17 يناير من "انتقام" أوروبى من بلادها لأن بريطانيا ستخفض حينها من ضرائبها بشكل حاد لجذب المستثمرين، مؤكدة أن لندن ستخرج بشكل شامل من الاتحاد، بما فيه السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركى.
وأكد جيرو أن روما ما كانت تريد للندن أن تخرج بشكل شامل من الاتحاد، بينما قال مسؤولون إيطاليون إن أوليتهم فى مفاوضات الخروج هى الحفاظ على حقوق مئات الآلاف من الإيطاليين المقيمين فى بريطانيا.
وأوضح نائب وزير الخارجية أن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى مجرد واحدة من العديد من القضايا التى توضح أن العالم يتداعى، فالأدوات القديمة من مبادئ وتعددية لم تعد تعمل، كل شيء لا يعمل والجميع يحاول إنقاذ نفسه".
كما قال إن تركيا وليبيا من أهم مصادر القلق بالنسبة لإيطاليا، وإن أى زيادة فى عدم الاستقرار "ستجرنا إلى الداخل، إلى الارتباك فى الشرق الأوسط... نحن بحاجة إلى تركيا لتدافع عن نفسها من العدوى (التى تنتشر من سوريا). علينا أن نساعد أنقرة ونبرز تضامن قوى".
وبالنسبة للولايات المتحدة تحت رئاسة دونالد ترامب، أكد جيرو أن التعاون الإيطالى الأمريكى لن يتغير وأن روما ستتعامل مع الإدارة الجديدة كما فعلت مع الإدارات السابقة، قائلا إن ترامب "يعلم جيدا أننا نؤيد تقوية الاتحاد الأوروبى، وليس تفكيكه. إن هذا شيء يعلمه الجميع".