من المتوقع أن يؤكد وزير دفاع الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب الالتزامات الأمنية على الولايات المتحدة لكوريا الجنوبية واليابان فى أولى جولاته الخارجية التى يزور فيها آسيا هذا الأسبوع فى وقت تتصاعد فيه المخاوف بشأن برنامج الصورايخ الكورى الشمالى والتوترات مع الصين.
وهذه هى أول رحلة يقوم بها جنرال مشاة البحرية المتقاعد جيمس ماتيس منذ أصبح وزيرا للدفاع كما أنها أول رحلة خارجية لأحد الوزراء فى إدارة ترامب.
ويقول مسئولون إن الهدف من توجه ماتيس إلى آسيا قبل غيرها وحتى قبل زيارة القوات الامريكية فى العراق وأفغانستان هو التأكيد على العلاقات مع الحليفين الآسيويين اللذين يستضيفان 80 ألف جندى أمريكى وعلى أهمية المنطقة عموما.
وربما يكون لهذا التأكيد الأمريكى أهمية كبيرة بعد أن بدا أن ترامب يثير تساؤلات حول تكاليف هذه التحالفات الأمريكية خلال حملته الانتخابية. كما أنه هز المنطقة بالانسحاب من اتفاقية تجارية لمنطقة آسيا والمحيط الهادى كانت اليابان فى طليعة المنادين بها.
وقال مسئول بإدارة ترامب طلب عدم نشر اسمه "هى رسالة طمأنة... موجهة إلى كل الذين أقلقهم خلال الحملة الانتخابية أن يكون المرشح آنذاك الرئيس الحالى ترامب يشكك فى تحالفاتنا وسيتراجع بشكل من الأشكال عن دورنا القيادى التقليدى فى المنطقة."
وقد تحدث ترامب نفسه هاتفيا مع القادة فى اليابان وكوريا الجنوبية فى الأيام الأخيرة وسيستضيف رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى فى واشنطن فى العاشر من فبراير.
ويغادر ماتيس الولايات المتحدة اليوم الاربعاء متوجها إلى سول ومنها إلى طوكيو يوم الجمعة.
وكان ترامب قد خص كوريا الجنوبية واليابان بالذكر خلال الحملة الانتخابية وأشار إلى أنهما تستفيدان من المظلة الأمنية الأمريكية دون أن تشتركا بقدر كاف فى سداد تكاليفها.
وبدا أن ماتيس سعى خلال جلسة تثبيته فى الكونجرس للتخفيف من حدة هذه التعليقات فأشار إلى تاريخ طويل من مطالبة الرؤساء الأمريكيين بل ووزراء الدفاع للحلفاء بسداد نصيبهم العادل من الإنفاق الدفاعى.
غير أن زيارته للمنطقة تأتى وسط مخاوف من استعداد كوريا الشمالية لاختبار صاروخ باليستى جديد فيما قد يمثل تحديا مبكرا لإدارة ترامب.
وتحدث ماتيس مع وزير الدفاع الكورى الجنوبى هان مين كو قبل الزيارة فأكد مجددا التزام بلاده بالدفاع عن كوريا وتوفير الردع باستخدام كل القدرات الأمريكية.
وفى طوكيو يلتقى ماتيس بوزير الدفاع تومومى إينادا الذى قال مرارا إن اليابان تتحمل نصيبها العادل من تكاليف القوات الأمريكية المرابطة على أراضيها وشدد على أن التحالف فى صالح البلدين.
وما زال إنفاق اليابان الدفاعى حوالى 1% من ناتجها المحلى الإجمالى أى أقل كثيرا من الصين التى تخوض نزاعا مع طوكيو على مجموعة من الجزر فى بحر الصين الشرقى تقع على مسافة 220 كيلومترا إلى الشمال الشرقى من تايوان.
كما تأتى الزيارة وسط مخاوف متنامية من تحركات الصين العسكرية فى بحر الصين الجنوبى. وتصاعد التوتر مع بكين الأسبوع الماضى عندما تعهد البيت الابيض بالدفاع عن الحقوق الدولية فى هذا البحر.
وردت الصين بأن لها السيادة بلا جدال على الجزر المتنازع عليها فى هذا الممر البحرى الاستراتيجى.