قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن القاضى الفيدرالى الذى رشحه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للمحكمة العليا يحظى بإشادة واسعة من الجمهوريين والمحافظين، وهو أمر نادر لم يحدث منذ تولى ترامب الرئاسة قبل أقل من أسبوعين.
وكان ترامب قد أعلن، أمس الثلاثاء، ترشيحه لقاضى الاستئناف الفيدرالى بولاية كولورادو نيل جورساتش لشغل المقعد الشاغر فى المحكمة العليا الفيدرالية، فيما وصفه الإعلام الأمريكى بأنه أهم قرارات رئاسته الوليدة والذى اختار فيها مفضلا للمؤسسة القانونية المحافظة لملء الفراغ فى المحكمة العليا الذى حدث بوفاة القضاى أنتونى سكاليا العام الماضى.
وتفوق جورساتش، البالغ من العمر 49 عاما، على القائمة النهائية التى ضمت توماس هارديمان. وأعلن ترامب الترشيح فى بث تلفزيونى من البيت الأبيض.
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن الاحتفالات بين الجمهوريين بهذا الاختيار كانت متناقضة مع رد فعل الديمقراطيين الذين خاضوا معركة بالفعل على مستقبل المحكمة العليا منذ الشهور الأخيرة لحكم باراك أوباما. وقال زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشارلز شومر إن جورساتش سيفوز على بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين للحصول على الأصوات الستين المطلوبة لتخطى العقبات الإجرائية.
وتقول واشنطن بوست إن ترامب كسر التقاليد بدخول احتفال البيت الأبيض بنفسه بدلا من أن يكون مع مرشحه. وأعلن أنه بعد عملية اختبار قضائية ربما كون الأكثر شفافية فى التاريخ، أوفى بوعده الانتخابى بإيجاد أفضل قاضى فى أمريكا للمحكمة العليا.
من جانبه، قال كورساتش الذى وقف وبجواره زوجته، إنه "بوقوفى هنا فى بيت التاريخ، ومدركا تماما العيوب الخاصة بى أتعهد بأنه لو تأكد ترشيحى سأبذل كل ما لدى من قوة لأكون خادما مخلصا للدستور وقوانين هذا البلد العظيم". وتعهد بأن يكون محايدا ومستقلا ومحترما لمكانه فى الحكومة.
وحظى اختيار جورساتش بإشادة كبرى من الجمهوريين والمحافظين، وهو أمر نادر فى إدارة ترامب منذ بدايتها. وأشار الرئيس إلى أن جورساتش حظى بتأييد محكمة الاستناف الأمريكية فى الدائرة العاشرة قبل 10 سنوات بدون أى اعتراض.
وتقول شبكة "سى إن إن" إن جورساتش يحظى بإعجاب المحافظين بسبب أرائه فى الحرية الدينية. ففى آرائه السابقة ساند الشركات التى رأت أن ما يسمى بأوامر منع الحمل تنتهك حرياتهم الدينية. لكن موقفه من الإجهاض، وهى قضية مهمة فى السياسة الداخلية الأمريكية ومحل خلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين غير معروف. وفى كثير من كتاباته ذكر المبادئ الأصلية للدستور، مثل القاضى الراحل انتونى سكاليا، والمقصود بذلك، أن معنى الدستور لا يتغير بمرور الوقت.