أثار فيلم "السلفيون" الفرنسى جدلا واسعا فى فرنسا، بعد قرار وزيرة الثقافة الفرنسى، فلور بليرين بحظره لمن هم دون الـ18 عاما، وانقسمت الأوساط الفرنسية بين مؤيد ومعارض، فالبعض يرى أنه من الضرورى مواجهة دعاية التشدد بأفلام مماثلة، والبعض الآخر يرى أنه يمكن أن يخدم هدفا مناقضا لما صنع من أجله، وهو الترويج للتطرف وجماعات مثل "داعش".
وعن ذلك، قالت ناتالى نوجيريد، كاتبة صحفية، فى مقال لها بصحيفة "الجارديان" البريطانية إن الجدل المثار حول الفيلم يظهر ما تخشاه فرنسا الآن، ويفتح الأعين على عالم متعصب عصى على الفهم، تحاربه قوات الأمن، ومع ذلك، ذهبت إلى أن الفيلم طريقة لفهم ايديولوجية التطرف، التى برغم أنها ملتوية ومثيرة للاشمئزاز، إلا أنها خطوة تجاه القضاء عليه.
وتابعت الكاتبة أن فيلم "السلفيون" يتعامل مع خطر أكبر له علاقة بالأمن القومى الفرنسى، والمتمثل فى الشباب المسلم الفرنسى، فأغلب مرتكبى هجمات باريس العام الماضى كانوا شبابا مسلما، معتبرة أن الفيلم أظهر ردود أفعال مختلطة، لأنه تحدث عن تابوهات سياسية وصعدها إلى سطح المجتمع، مشيرة إلى أنه إذا تم عرض نفس الفيلم بعد أعوام بعد انتهاء حرب فرنسا مع التطرف، لن يحدث أى جدل.
وأضافت أن الجدل المثار حول الفيلم سببه أنه يناقش ظاهرة لا تزال تنكشف تفاصيلها، فى الوقت الذى تفضل فيها القيادة السياسية الفرنسية التعتيم على حقيقة أن الإرهاب الذى شهدته البلاد فى 2015 كان من الداخل.
واعتبرت الكاتبة أن الفيلم يتطلب مستوى معين من النضوج أو المعرفة حتى تصل رسالته بشكل صحيح، ولكن هذا ليس معناه أن المراهقين لن يستطيعوا فهم هذه الرسالة، "فقط العقول الملوثة بأيديولوجية داعش سواء أطفال أو بالغين ستراه كدليل على صحة آرائهم".