قالت مجلة "فانيتى فير" الأمريكية، إن تأثير مساعد الرئيس الأمريكى جاريد كوشنر، والذى كان من المتوقع أن يكون تأثيرا يزيد من التوازن فى البيت الأبيض، قد يكون فى تراجع، بحسب "مصادر مطلعة".
وقال مصدر للمجلة إن كوشنر، وهو صهر الرئيس دونالد ترامب، ظل 24 ساعة فى محاولات لترتيب لقاء بين الرئيس المكسيكى إنريكى بينيا نييتو وترامب بعد توقيع الأخير على قرار تنفيذى ببناء جدار على الحدود الأمريكية-المكسيكية، مضيفا أن كوشنر كان مصرا على التوصل للقاء لدرجة أنه كان ينوى السفر للمكسيك لإقناع نييتو.
وفى أقل من 12 ساعة من ترتيب اللقاء، تم إلغاؤه بعد تغريدة لترامب قال فيها إنه لا داعى للقاء إذا كان نظيره المكسيكى مصمما على عدم دفع نفقات بناء الجدار.
وقال المصدر لفانيتى فير: "كان كوشنر غاضبا بشدة. لم أسمعه ولو مرة واحدة من قبل يقول إنه غاضب، خلال الحملة كلها. ولكنه كان يستشيط غضبا"، مشيرا إلى أن كوشنر فقد الكثير من وزنه وصار شاحبا وتغير سلوكه تجاه ترامب.
وزعمت المجلة أن أكثر قرارات ترامب كانت تحدث بين الجمعة والسبت بينما يغيب كوشنر عن العمل، إذ إن كوشنر، وهو يهودى أرثوذوكسى، ينفصل عن العمل والتكنولوجيا من غروب شمس يوم الجمعة حتى غروب يوم السبت.
وأشارت إلى أن ترامب وقع قراره التنفيذى بحظر دخول مواطنى 7 دول ذات أغلبية مسلمة للولايات المتحدة، قبل غروب شمس الجمعة بربع ساعة تقريبا، ولم يتواجد كوشنر فى أثناء الفوضى التى حدثت بعد ذلك فى يوم السبت، وأما فى يوم الأحد، الذى عاد فيه كوشنر للعمل، كتب ترامب على تويتر أن "المظاهرات السلمية سمة مميزة لديمقراطيتنا".
أما فى يوم السبت الذى تلى تنصيب ترامب، أدلى الرئيس الجديد بخطاب فى الـCIA منتقدا الإعلام لتناوله حفل التنصيب، ثم أرسل متحدث البيت الأبيض شون سبايسر ليقول للصحفيين إن عدد من حضر التنصيب كان الأكبر فى التاريخ، وهو أمر غير صحيح، على حد قول المجلة.
ولعب كوشنر، وهو رجل أعمال فى مجال العقارات، دورا محوريا فى حملة ترامب الرئاسية، وكان كثيرا آخر من يستشيره ترامب قبل اتخاذ قرار هام، بحسب فانيتى فير.
ولم يكتف كوشنر، 36 عاما، بتقديم النصائح الاستراتيجية لترامب، ولكنه كان يكتب خطاباته وأدار حملته الإلكترونية وكان يقوم بدور الوساطة.
ورافق كوشنرحماه فى زيارته الأولى للبيت الأبيض بعد فوزه فى الانتخابات، وساعده فى ترتيب لقاء مع المدير التنفيذى لأمازون جيف بيزوس والرئيس التنفيذى للعمليات فى فيسبوك شيرل ساندبرج وغيرهما من كبار مدراء الشركات التكنولوجية فى ديسمبر الماضى، كما يقال أنه رتب لقاءه مع المستثمر الإعلامى روبرت مردوخ، والذى لاقاه فى يونيو ونوفمبر من العام الماضى، بالرغم من أن مردوخ كان فى السابق معارضا لترامب.
وأشارت المجلة إلى أن مهارات كوشنر التفاوضية ليست غريبة، بما أنه أدار شركات أسرته فى عمر الـ25 بعدما حُكم على أبيه بالسجن لعامين للتهرب من الضرائب والضغط على شهود وتقديمه تبرعات غير قانونية لحملات سياسية.
وقال مصدر مطلع لفانيتى إن تأثير كوشنر على ترامب قد يكون فى تراجع، وكان يرى العديدون كوشنر على أنه صوت معتدل أمام المساعدين الآخرين، ستيف بانون، الرئيس السابق لموقع بريتبارت الإخبارى الذى ينتمى لأقصى اليمين، ورينس بريباس، الرئيس السابق للجنة الوطنية الجمهورية.