بدأ اللاجئون فى الولايات المتحدة الذين يخشون تدهور مناخ الخوف من الأجانب فى أعقاب انتخابات الرئاسة الأمريكية يتوافدون على كندا بأعداد متزايدة.
فقد قدمت وكالة الترحيب باللاجئين فى مانيتوبا المساعدة لعدد 91 فردا يطلبون اللجوء فيما بين الأول من نوفمبر و25 يناير أى أكبر من عدد الحالات التى تتعامل معها الوكالة عادة فى عام كامل.
وأغلب هؤلاء دخلوا كندا سيرا على الأقدام فى جو قارص البرودة.
قالت ماجى يبوا رئيسة اتحاد مانيتوبا الغانى الذى ساعد اللاجئين فى الحصول على رعاية طبية وسكن "لم نشهد مثل ذلك من قبل. ولا نعرف ماذا نفعل."
وكان قاض اتحادى أمر بوقف تنفيذ الأمر الذى أصدره الرئيس دونالد ترامب بمنع دخول اللاجئين إلى البلاد الأمر الذى خفف الضغط على اللاجئين الذين يحاولون التوجه للولايات المتحدة.
غير أن منظمات كندية تتأهب لتدفق طالبى اللجوء بأعداد أكبر لأسباب منها التباين الشديد بين موقف الحكومة الليبرالية الحاكمة فى كندا والمرحب باللاجئين السوريين وخطاب ترامب المناهض للأجانب.
وقال الصومإلى عابدى خير أحمد المهاجر فى وينيبج عاصمة مانيتوبا والذى يساعد اللاجئين فى تقديم طلبات اللجوء "سيقبلون على كندا سواء ما إذا كانوا سيغامرون بالموت فى الطقس البارد أم لا."
وقالت يبوا إن 27 رجلا من غانا دخلوا كندا سيرا على الأقدام من الولايات المتحدة منذ أواخر الصيف الماضى. وفقد اثنان منهم أصابعهم كلها بسبب الثلج فى ديسمبر وكادوا جميعا يفقدون حياتهم من شدة البرودة.
وتقول وكالة الخدمات الحدودية الكندية إن أكثر من 7000 فرد يطلبون اللجوء دخلوا إلى كندا فى 2016 عبر المنافذ البرية من الولايات بزيادة 63% عن العام الماضى.
كما دخل البلاد أكثر من 2000 لاجىء خلال الفترة نفسها بالعبور من مناطق لا تخضع لرقابة السلطات.
وقال جيزاى هاجوس المستشار القانونى بوكالة الترحيب باللاجئين "حملة الانتخابات الرئاسية التى سلطت الضوء على المهاجرين غير المسجلين واللاجئين أرعبتهم. ويبدو أن انتخاب السيد ترامب وتنصيبه كان السبب الأخير لمن جاءوا فى الشهر الماضى".
وفى كيبيك دخل البلاد 1280 شخصا يطلبون اللجوء بشكل غير رسمى بين ابريل 2016 ويناير 2017 أى ثلاثة أمثال العام السابق.
وفى كولومبيا البريطانية ارتفع العدد إلى مثليه العام الماضى ليصل إلى 652 شخصا.
وقال نشطاء مدافعون عن حقوق اللاجئين إن من الممكن أن تصل أعداد أكبر عبر الحدود لو لم تكن كندا تطبق سياسة رد الكثيرين منهم عند الوصول على أعقابهم. ويقضى اتفاق أمريكى كندى موقع عام 2004 بأن يطلب الراغبون اللجوء فى الدولة التى يصلون إليها أولا من الدولتين.
ويقول النشطاء إن هذا الاتفاق يشجع الناس على التسلل إلى كندا على ما فى ذلك من مخاطر وتقديم طلب اللجوء على أن يتعرضوا للرفض عند الحدود.
وفى بافالو بولاية نيويورك يتدفق المئات عبر فيف التى تمثل مأوى يساعد طالبى اللجوء على دخول كندا.
وارتفعت أعداد الوافدين على فيف فى الصيف الماضى وظلت مرتفعة منذ ذلك الحين بما يعادل مثلى أو ثلاثة أمثال العدد المعتاد قبل عام أو عامين.
وفى عام 2015 تولى جاستن ترودو رئيس الوزراء منصبه وتعهد بالسماح بدخول عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين.
غير أن كندا تعتزم هذا العام قبول 7500 لاجىء فقط ضمن برنامج الحكومة لمساعدة اللاجئين أى أقل من نصف العدد الذى قبلته العام الماضى.