يحث ملصق يحمل صورة امرأة تحدق من خلف نقابها الأسود، بالمارين فى شوارع سويسرا، المقترعين على رفض تجنيس المسلمين بشكل خاص، قبل استفتاء ينظم الأحد بشأن تسهيل إجراءات الحصول على الجنسية لأبناء الجيل الثالث من المهاجرين.
إلا ان منتقدى الملصق الذى وزع فى أنحاء البلاد يرون فيه محاولة فجة لكسب أولئك القلقين من تزايد عدد حملة الجنسية السويسرية من المسلمين.
ويؤكد بيوس ووكر، الذى يترأس وكالة إعلانات "ووكر آيه جي" فى زيوريخ، أن "هذا هو تماما ما يحاولون" فعله، مضيفا أن "ما يحصل هنا مخيف جدا".
يطرح الاستفتاء الأحد مسألة استفادة أحفاد المهاجرين من تسهيل إجراءات منح الجنسية، وهو اقتراح تدعمه الحكومة وغالبية النواب والأحزاب السياسية.
ويرى أنصار الاقتراح أنه يتعين على السلطات السماح للأطفال المولودين فى سويسرا والذين ولد أحد أجدادهم فى البلاد أو يحمل إقامة، بالحصول على جواز السفر السويسرى بدون الحاجة لاتباع جميع الاجراءات الصعبة المطلوبة للحصول على جواز السفر الأحمر.
ووفقا لدراسة أجرتها دائرة الهجرة، فان نحو 25 ألف شخص حاليا يعتبرون من أبناء الجيل الثالث من المهاجرين، يشكل الايطاليون نحو 60 بالمئة منهم.
ولكن حزب الشعب السويسرى ذى الاتجاه اليمينى القومى اكد فى الحملة التى أطلقها ضد الخطوة ان الايطاليين ليسوا مصدر قلقه الأول.
- جيل أنتجه الربيع العربى -
فى مقال نشر على موقعه، تساءل النائب عن الحزب جان لوك أدور "فى غضون جيل أو جيلين، من سيكون أبناء الجيل الثالث من هؤلاء الأجانب؟".
واضاف محذرا "سيكونون ثمرة الربيع العربي؛ سيكونون من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والقرن الافريقي، وسوريا، أو أفغانستان".
إلا ان حزب الشعب السويسرى ليس مسؤولا رسميا عن الملصق الذى تقف خلفه "اللجنة المناهضة لتسهيل منح الجنسية" والتى يدعمها عدد من كبار مسؤولى الحزب بينهم أدور، أحد الرؤساء المشاركين.
وليست المرة الأولى التى يقف فيها حزب الشعب السويسرى خلف حملات تتهم بالتمييز. ففى عام 2009، أطلق مبادرة نجحت فى حظر بناء مآذن جديدة فى البلاد.
من ناحيتها، ترى صوفى غينارد من معهد العلوم السياسية فى جامعة بيرن أن الحملات المناهضة للمسلمين ليست غريبة عن حزب الشعب السويسري، إلا ان التيار السياسى الرئيسى فى سويسرا "لا يعتبرها مقبولة، وقالت غينارد لوكالة فرانس برس أن معظم السياسيين والصحفيين يرون فى ملصق النقاب "هجوما عنيفا على المسلمين".