تخطط الصين لإعطاء الأولوية لبرنامجها الخاص بتطوير منصات عائمة لتوليد الطاقة النووية فى السنوات الخمس المقبلة، وذلك فى محاولة لتوفير الطاقة بشكل ثابت ومستقر للمشاريع البحرية وتشجيع أعمال التنقيب عن الغاز فى المحيط.
وقال وانغ يى رن، نائب مدير مصلحة الدولة الصينية للعلوم والتكنولوجيا والصناعة للدفاع الوطنى- فى تصريحات نشرتها اليوم صحيفة "ساينس اند تكنولوجى دايلى"- أن السلطات الصينية قامت بالفعل بإجراء بحوث على التقنيات الأساسية ذات الصلة، فضلا عن توحيد المعايير بمحطات الطاقة النووية البحرية، مشيرا إلى أن تطوير هذا المرفق هو جزء هام من خطة التنمية الاقتصادية الخمسية للبلاد والتى تمتد حتى عام 2020
.
وأضاف أن مولدات الديزل هى حاليا مصدر الطاقة الرئيسى للمشاريع البحرية للصين والحياة اليومية للسكان على جزر نانشا وشيشا والمشكلة أن استخدام هذه المولدات يعد أمرا غير فعال وضارا بالبيئة .. ومن هنا يعد تطوير المنصات البحرية لتوليد الطاقة حلا لهذه المشكلة، فضلا عن كونه سيسهل من فكرة بناء سفن أكبر حجما فى المستقبل.
وأشار إلى أن الصين لن تكون أول بلد تقوم باستخدام محطات الطاقة النووية العائمة ففى الستينيات من القرن الماضى أقامت الولايات المتحدة مفاعلا نوويا داخل هيكل سفينة شحن لتوفير الكهرباء لمنطقة قناة بنما، ومنذ ذلك الحين، أصبحت المفاعلات النووية تستخدم على متن السفن الأمريكية والروسية لتوفير الطاقة الكهربائية.
وقال أنه عندما تكمل الصين إنشاء منصتها العائمة الخاصة، ستستطيع استخدامها فى خدمة العمليات البحرية للتنقيب عن الغاز والنفط، مشيرا إلى أن الصين تقوم حاليا بإجراء أبحاثها الخاصة المتعلقة بهذا المشروع، كما أنها تسعى للتعاون مع روسيا لتسريع هذه العملية.
ويعتقد الخبراء أن تطوير الطاقة النووية سيشكل عنصرا مهما فى قطاع الطاقة فى المستقبل فى الصين، حيث يبلغ حاليا متوسط النسبة العالمية من الكهرباء المولدة من الطاقة النووية 11 %، وتمثل نسبة الصين منها 3% فقط.
ومن المعروف أن الصناعة النووية تزدهر فى الصين فى السنوات الأخيرة، خاصة منذ أن وجهت الحكومة اهتمامها إلى الاستفادة من الدروس التى يمكن استخلاصها من حادث التسرب الإشعاعى النووى فى فوكوشيما باليابان فى عام 2011، حيث قامت باتخاذ مجموعة كاملة من احتياطات الطواريء النووية، بما فى ذلك نشر ورقة بيضاء تتعلق بالسلامة النووية فى شهر يناير 2016.