هرع المشرعون الروس للدفاع عن مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق "مايكل فلين"، اليوم الثلاثاء، بعد استقالته من منصبه بسبب تضليل كبار المسئولين بالبيت الأبيض حول مكالمات أجراها مع السفير الروسى فى الولايات المتحدة، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وانتقد أعضاء البرلمان الروسى استقالة "فلين" باعتبارها نتيجة حملة "روسوفوبيا"، وهو مصطلح يعنى المشاعر المعادية لروسيا والروس، بواشنطن، معتبرين أنها قد تقوض العلاقات بين البيت الأبيض والكرملين.
وكتب "قسطنطين كوساتشيف"، العضو بمجلس الاتحاد الروسى (أو مجلس الشيوخ)، على صفحته على "فيس بوك"، معلقًا على الاستقالة بأن الاستعداد للحوار مع موسكو ينظر إليه الآن فى واشنطن باعتباره "جريمة فكر".
وتابع كوساتشيف قائلًا : إن "إجبار مستشار الأمن القومى على الاستقالة بسبب مكالمات مع السفير الروسى ليست حتى جنون، ولكن شئ سئ للغاية".
وأضاف: "فإما ترامب فشل فى الحصول على استقلاليته المرجوة ويتم الضغط عليه باستمرار أو أن الروسوفوبيا أصابت حتى الإدارة الجديدة من أعلاها لأسفلها".
كما علق النائب "أليكسو بوشكوف" بمجلس الشيوخ الروسى قائلًا: إن فلين تم استبعاده ليس بسبب خطأه، ولكن بسبب "الحملة العدائية" ضد روسيا، مشيرًا إلى التغطية الصحفية الأمريكية المعادية لروسيا.
كما صرح رئيس لجنة شئون مجلس النواب "ليونيد سلوتسكى" أن الاستقالة هى إشارة سلبية لجهود تطبيع الحوار الروسى الأمريكى.
وكانت الوكالة الفرنسية قد أوردت تصريحات عن المتحدث باسم الكرملين، ديمترى بيسكوف، اليوم الثلاثاء، قائلًا إن استقالة "فلين" هى قضية داخلية أمريكية "وهذا ليس شأننا".
وتقدم "فلين" – أمس الاثنين – باستقالته من منصب مستشار الأمن القومى الأمريكى قبل أن يمر شهر على تنصيب ترامب رئيسًا لأمريكا، وذلك بعد تقارير صحفية اتهمت "فلين" بتضليل إدارة الرئيس الأمريكى عن طبيعة المكالمات التى دارت بينه وبين السفير الروسى فى الولايات المتحدة فى ديسمبر الماضى، بنفيه مناقشة إمكانية تقليل العقوبات ضد روسيا بعد تنصيب الرئيس.
واعترف "فلين" فى نص استقالته، التى نشرها البيت الأبيض على صفحته على موقع تويتر : "من غير قصد أخبرت نائب الرئيس المنتخب وغيره بمعلومات غير كاملة بشأن المكالمات الهاتفية التى أجريتها مع السفير الروسى".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قد قالت إن القائمة بأعمال وزير العدل السابقة "سالى ييتس" أخبرت مستشار البيت الأبيض أن فلين يمكن أن يكون عرضة للابتزاز وفقًا لنص المكالمة التى أجراها مع السفير الروسى "سيرجى كيسلياك". وكان مكتب التحقيقات الفيدرالية يجرى تحقيقًا مطولًا عن حقيقة العلاقة بين حملة ترامب الانتخابية والحكومة الروسية.
ويدرس البيت الأبيض حاليًا عدد من البدائل لشغل المنصب بعد "فلين"، من بينهم الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية "ديفيد باتريوس".