قالت قناة إسبان تى فى الإسبانية –الإيرانية إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب دعا رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوى لزيارة واشنطن ، وكان ذلك خلال المكالمة الهاتفية التى أجراها ترامب ضمن عدد من المكالمات الهاتفية الآخرى مع المسئولين والرؤساء.
وأشارت القناة إلى أن المراقبون لاحظوا أن راخوى لديه استعداد واضح لتلك الزيارة كما أنه يسرع لتوثيق العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجدية فى عهد ترامب، وهذا ظهرر بشدة بالتزامه الصمت تجاه موجة الانتقادات التى وجهت إلى الرئيس ترامب منذ وصوله للبيت الأبيض.
أما صحيفة الموندو الإسبانية فقالت إن راخوى متمسك بالعلاقات مع الولايات الأمريكية ولديه الأسباب لذلك ، ومن أمها ضمان تأييد القوة العظمى مهما كان اسم الرئيس، وهذا حتى يستطيع التغلب على التحديات الداخلية السياسية والاقتصادية فى بلاده.
وأشارت الصحيفة إلى أن موقف راخوى لا يتناسب مع موقف باقى الأحزاب ، فعلى سبيل المثال الأحزاب اليسارية فهى تنتقد علانية التمسك بالعلاقات مع ترامب ، خاصة وأنه يعانى من انتقادات كثيرة حول سياسته العنصرية تجاه المهاجرين وخاصة من دول أمريكا الجنوبية المرتبطة بإسبانيا بشكل كبير، وأيضا الإجراءات الحمائية التى فرضتها واشنطن فى المجال الاقتصادى.
وقال المتحدث باسم الحزب الاشتراكى العمالى أنطونيو إيرنانديز "عار علينا"، وذلك فى إشراة منه إلى سياسة راخوى تجاه الولايات المتحدة الأمريكية ورغبته فى تعزيز العلاقات مع ترامب فى ظل سياسته المثيرة للجدل، وفى جلسات البرلمان انتقد الاشتراكيون موقف الحكومة بشأن الإدارة الأمريكية الجديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستقالة المفاجئة لمستشار ترامب فى شئون الأمن القومى مايكل فلين تسببت فى حرجا كبيرا للحكومة الإسبانية ، وذلك لأن أول اتصال بين البلدين جرى بواسطته مع وزير خارجية إسبانيا،مشيرة إلى أن من خلال هذا الاتصال علمت الولايات المتحدة الأمريكية بأن إسبانيا تود تعزيز العلاقات وأنها ليست من الدول المعارضة لسياسة ترامب.
وعلى الرغم من ذلك فإن مدريد لا تتخوف من تداعيات استقالة فلين ، حيث بررت الحكومة ذلك أنها شأن داخلى وليس له أى علاقة بمستقبل العلاقات بين البلدين ، بدليل الاتصال الذى تم بين وزير خارجية إسبانيا وونظيره الأمريكى الجديد ريكس تليرسون.
وأضافت أن راخوى يرغب فى أن يقوم بدور الوسيط بين الإدارة الأمريكية الجديدة والعديد من الدول فى إفريقيا وأمريكا الجنوبية، وهو الذى تقبلته الإدارة الأمريكية بشرط الاستقرار الحكومى فى إسبانيا وتأييد جميع الأحزاب السياسية، ويعتبر الشرط الأول متوفر وذلك بعد فوز راخوى مرة آخرى الأسبوع الماضى رئيسا لحزب الشعب ، أما الشرط الآخر فهو لايزال يمثل عائقا كبيرا فى ظل رفض الأحزاب السياسية الآخرى لسياسة راخوى وترامب.