كشف خبراء صينيون اليوم الثلاثاء، أن عملية بناء حاملة الطائرات الصينية الثانية قد شارفت على الانتهاء استعدادا لأن تدخل السفينة، التى تعد الأولى من نوعها والتى تقوم الصين بتشييدها بشكل مستقل، الخدمة بحلول عام 2020.
وذكر تلفزيون الصين المركزى أنه تم بالفعل إزالة السقالات المستخدمة فى بناء حاملة الطائرات الصينية الثانية، والتى هى من طراز 001A فى المنطقة المخصصة لبنائها فى داليان بمقاطعة لياونينغ بشمال شرق البلاد.
ووفقا للخبير العسكرى الصينى سونغ تشونغ بينغ، فإنه خلافا لحاملة الطائرات الأولى، التى تمتلكها الصين "لياونينغ" والتى هى من طراز 001 وكان قد تم بناؤها فى أوكرانيا فى عهد الاتحاد السوفيتى السابق ثم اشترتها الصين وقامت بتطويرها، تعد أكثر تقدما من حيث التصميم والقدرات والتقنيات القتالية التى تتميز بها.
وقال "إن أحد الفروق الرئيسية بين الحاملتين اللتين يتشابهان فى تصميمهما كثيرا هو أن تصميم تلك التى توشك الصين على الإنتهاء من تشييدها سيوفر بيئة أكثر راحة وحداثة لمن سيعملون على متنها فى المستقبل".
وأشار يين تشو أحد الباحثين البارزين بمركز أبحاث المعدات والتجهيزات التابع للبحرية الصينية إلى أنه بالرغم من أن مشروع بناء الحاملة أوشك على الإنتهاء إلا أن الطريق لايزال طويلا قبل دخولها إلى الخدمة، متوقعا أن تجهيزها لتلك الخطوة سيتستغرق مدة سنتين.
وأضاف أن المرحلة القادمة ستتضمن تجهيز حاملة الطائرات الجديدة بالأسلحة والمعدات، بما فى ذلك نظم الرادار والدفاع الجوى والاتصالات، ثم سيلى تلك المرحلة دخول السفينة والطائرات التى ستحملها مرحلة الاختبارات للتأكد من مدى جهوزيتهم للعمل.
ومن جانبه، رجح لى جيه، وهو خبير عسكرى بحرى، أن تكون حاملة الطائرات جديدة ومستعدة للبدء فى الخضوع للاختبارات البحرية فى أوائل عام 2019.
وكانت الصين قد أعلنت رسميا فى 31 ديسمبر 2015 أنها تقوم ببناء حاملتها الثانية للطائرات حيث كشف يومها المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية يانغ يوى جون أنها من طراز 001A، وتبلغ إزاحتها 50 ألف طن، وأنها ستكون قاعدة للمقاتلات من طراز J-15 وأنواع أخرى من الطائرات.
واستنادا إلى المعلومات الصادرة عن وزارة الدفاع الصينية، فإن الطائرات التى ستكون على متن الحاملة الجديدة ستستخدم فى إقلاعها نفس الأسلوب المستخدم فى الحاملة الأولى "لياونينغ" بدلا من "تكنولوجيا المنجنيق" الأكثر تطورا والمستخدمة بحاملات الطائرات الأمريكية.
وقال لى جيه "إن الصين تتطلع إلى أن تتمكن من اعتماد "تكنولوجيا المنجنيق" فى المستقبل، حيث من المرجح أن يتم استخدامها فى حاملة الطائرات الصينية الثالثة، والتى ستكون من طراز 002، والتى يتم حاليا بناؤها فى شنغهاى، موضحا أن حاملة الطائرات الثالثة التى تنوى الصين امتلاكها سوف تختلف تماما عن طرازى 001 و001A، حيث أنها ستبدو على شاكلة حاملات الطائرات الأمريكية وليس الروسية".
وأضاف أن معظم حاملات الطائرات المتقدمة تستخدم نظام المنجنيق الكهرومغناطيسى أو القاذفة الكهرومغناطيسية (EML) لإقلاع الطائرات من على متنها، لافتا إلى أن الصين تقوم حاليا باختبار تكنولوجيا "المقاليع البخارية"، واصفا نظام المنجنيق الكهرومغناطيسى بأنه أكثر مرونة كما أنه يمكن التحكم فى سرعته، موضحا أنه باستخدامه يمكن إطلاق الطائرات من مختلف الأحجام من على متن حاملات الطائرات.
وبدوره، قال يين تشو من مركز الأبحاث التابع للبحرية الصينية، فى تصريحات نقلتها صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية الرسمية، "إنه من أجل حماية الصين لأراضيها وأيضا لمصالحها الخارجية فإنها تحتاج إلى مجموعتين من حاملات الطائرات الضاربة فى غرب المحيط الهادئ ومجموعتين أخرتين فى المحيط الهندي".